من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تبدأ المفاوضات المباشرة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ اليوم (الثلاثاء) بلعبة "بوكر"، ذلك بأن موضوع تجميد الاستيطان هو الموضوع الأبرز المُدرج في جدول الأعمال، وكل واحد من اللاعبين يقوم بزيادة مبلغ الرهان عليه. فبينما يهدد عباس بترك المفاوضات قبل أن تبدأ، في حال قيام إسرائيل باستئناف أعمال البناء في الضفة الغربية، يعلن نتنياهو أن تجميد الاستيطان لن يستمر، وأن أعمال البناء ستُستأنف وتكون خاضعة للمراقبة، كما كانت الحال خلال ولاية الحكومة السابقة [برئاسة إيهود أولمرت].
· غير أن لعبة "البوكر" الإسرائيلية ـ الفلسطينية، وخلافاً للعبة الأصلية، هي رهن حَكـَم يحدد النتيجة، هو رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما. ففي نهاية الأسبوع الفائت دعا أوباما نتنياهو إلى الاستمرار في تجميد الاستيطان، لكن يبدو أن إمكان قيام أوباما في الوقت الحالي بممارسة ضغوط كبيرة على رئيس الحكومة محدود للغاية، سواء بسبب الانتخابات النصفية القريبة للكونغرس [في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل]، أو بسبب السلوك الجيد لنتنياهو الذي يتكلم على السلام كثيراً في الآونة الأخيرة، ويمتنع من القيام باستفزازات إشكالية.
· إن عباس لا يمكنه أن يحرج أوباما ويهرب من المفاوضات، لكن في المقابل، فإن نتنياهو لا يمكن أن يجازف بانسحاب السلطة الفلسطينية في حال تمديد تجميد الاستيطان. وفي ظل أوضاع كهذه لا مفر من إيجاد حل وسط يحول دون انهيار المفاوضات المباشرة، ويمنع إغراق الضفة الغربية بآلاف المنازل الجديدة.
· بناء على ذلك، فإن السؤال الحقيقي ليس "ماذا سيحدث لدى انتهاء موعد القرار الإسرائيلي القاضي بتجميد البناء" [في 26 أيلول/ سبتمبر الحالي]، وإنما ما هو الثمن الذي سيحصل عليه كل من نتنياهو وعباس في حال تنازلهما عن موقفيهما الأصليين؟ إن نتنياهو يرغب في طرح مطلب الاعتراف بإسرائيل دولة الشعب اليهودي، لكن عباس غير مستعد لسماع هذا المطلب، ويرغب في أن تبدأ المفاوضات بمناقشة موضوع الحدود الذي يُعتبر الأصعب بالنسبة إلى نتنياهو.
وبالتالي، فإن صيغة الحل الوسط يجب أن تدمج بين خطوات ميدانية [تقوم بها إسرائيل] وبين موافقة الطرفين على جدول أعمال المفاوضات، إلى جانب تعهد إسرائيلي بعدم القيام بأعمال بناء منفلتة من أي عقال. وربما يقوم أوباما بمنح نتنياهو مقابلاً أمنياً على صعيد المسار الإيراني، الأمر الذي يتيح لرئيس الحكومة إمكان إقناع زملائه في حزب الليكود والائتلاف الحكومي بضرورة الاستمرار في تجميد الاستيطان فترة قصيرة أخرى.