نتنياهو وباراك يقودان إسرائيل إلى كارثة سياسية وعسكرية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لا شك في أن الهدوء الحالي في منطقة الحدود الشمالية [مع سورية ولبنان] هو هدوء وهمي، مثل الهدوء الذي جعل إسرائيل مخدرة في بداية السبعينيات من القرن العشرين، على مدار الأعوام الثلاثة الممتدة بين نهاية حرب الاستنزاف وبداية حرب يوم الغفران [تشرين الأول/ أكتوبر 1973].

·       في الوقت نفسه، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي كان يشغل هذا المنصب أيضاً في الحكومة الإسرائيلية السابقة التي أجرت مفاوضات مع الفلسطينيين في إطار مسار مؤتمر أنابوليس، يعتبر متواطئاً في دفن العملية السياسية، وذلك بمجرد إتاحة المجال أمام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من أجل عدم استئناف المفاوضات.

·       ولا بُد من القول إن الثنائي نتنياهو ـ باراك يقودان إسرائيل إلى كارثة سياسية وأمنية. فمن المعروف أنه من دون حدوث تقدّم مع الفلسطينيين، لن يحدث أي تقدّم مع السوريين. وبناء على ذلك، فإن زمام المبادرة [في الحدود الشمالية] يبقى في يد الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يمكنه القيام بعمل عسكري بواسطة وسائل عديدة، مثل إطلاق صواريخ أرض ـ أرض، أو إرسال فرق كوماندوس إلى جبل الشيخ أو إلى بلدة درزية في هضبة الجولان، أو تنفيذ عمليات مسلحة من خلال حزب الله، أو تحريك فرقة مدرعة نحو خط الحدود.

·       ووفقاً لما قاله قائد المنطقة الشمالية اللواء غادي أيزنكوت، وقائد الفيلق 446 اللواء غرشون هكوهين، خلال ندوة عقدت أول من أمس في "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، فإن الجيش الإسرائيلي يملك "رداً موضعياً" على كل سيناريو من هذه السيناريوهات العسكرية المختلفة، لكنه لا يملك جواباً نهائياً قاطعاً عليها كلها. بناء على ذلك، يمكن الافتراض أنه في حال اتخذ الرئيس الأسد قراراً بمحاكاة [الرئيس المصري السابق] أنور السادات، الذي كان شريكاً لوالده في إبان حرب 1973، والقيام بتوجيه ضربة عسكرية موجعة إلى إسرائيل، فإن هذه الأخيرة لن يكون في إمكانها منعه من تحقيق انتصار معنوي وسياسي، مهما يكن الثمن الباهظ الذي ستجبيه منه.

 

·       يبدو أن ما يقوله أيزنكوت وهكوهين، وكلاهما ضابطان مهمان ويملكان خبرة كبيرة في تحليل الوضع والتفكير بأبعاده، ينطوي على الشيفرة الحقيقية للأوضاع في المنطقة الشمالية، والتي يرفض المسؤولون العسكريون كشف النقاب عنها للجمهور الإسرائيلي العريض، علماً بأن مثل هذا الكشف يعتبر واجباً سامياً، وذلك من أجل الحيلولة دون وقوع حرب لا لزوم لها.