قال وزير الدفاع إيهود باراك في كلمة ألقاها أمام جلسة عقدتها كتلة حزب العمل في الكنيست أمس، إن الافتراض الشائع الذي مفاده إن العملية السياسية لا تحقق تقدماً ربما يتكشف عن ادعاء باطل. وأضاف: "اجتمعت بميتشل أول أمس. لقد اختتم جولة إضافية من المحادثات في محاولة لإيجاد صيغة لمواصلة المفاوضات. وحتى لو بدت الصورة كأن القضية برمتها نائمة أو مجمدة، فإن هذه الصورة غير دقيقة".
ووفقاً لوزير الدفاع، فإن استئناف المفاوضات هو مصلحة إسرائيلية وفلسطينية على حد سواء: "لدى الجانبين مصلحة في الخروج من الجمود واستئناف المفاوضات، وآمل بأن تستأنف المفاوضات خلال الشهر المقبل أو الشهرين المقبلين".
وتطرق باراك في كلمته إلى الأقوال التي اقتُبست من الرئيس الأميركي باراك أوباما في المقابلة التي أجرتها مجلة "تايم" معه في الأسبوع الفائت، والتي أعرب فيها عن خيبة أمله من فشل الاتصالات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فقال إن في وسعنا أن نستمد التشجيع من أقوال الرئيس الأميركي. وأضاف: "إذا قرأنا مقابلة أوباما بتمعن، فإن الأمر سيبدو أقل حدة مما بدا عليه في عناوين الصحف هنا. لكن أقواله تدفع جميع اللاعبين إلى معاودة التفكير في البدائل، وهناك فرصة لأن يؤدي هذا الأمر إلى استئناف المفاوضات، وإلى ذهاب هذه الحكومة إلى المفاوضات ملتزمة خطة خريطة الطريق والاتفاقات السابقة ومبدأ الدولتين للشعبين مع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة".
من جهة أخرى ذكرت مصادر فلسطينية أمس أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يدرس الاقتراح الأخير الذي تقدم به المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، والذي يتضمن خطوات لبناء الثقة من شأنها تحسين الأوضاع في مناطق السلطة الفلسطينية ("هآرتس"، 26/1/2009). ووفقاً للمصادر الفلسطينية، فإن هذه الخطوات تشمل، من جملة أمور أخرى، نقل المسؤولية الأمنية عن مناطق أخرى في الأراضي [المحتلة] من الجيش الإسرائيلي إلى القوات التابعة للسلطة، وإزالة حواجز، والإفراج عن أسرى. ومن المتوقع أن تناقَش هذه الخطوات في اجتماع سيعقد على مستوى وزراء بين إسرئيل والسلطة الفلسطينية. وقال مصدر فلسطيني إن عقد لقاءات مع الإسرائيليين على مستوى أدنى لمعالجة موضوعات تتعلق بالحياة اليومية للفلسطينيين لن يشكل بديلاً من استئناف المفاوضات. ووفقاً للمصدر الفلسطيني، فإن أبو مازن سيبحث الاقتراح الأميركي مع زعماء من العالم العربي خلال الأيام القليلة المقبلة.