· لا شك في أن نتائج الانتخابات لمجلس النواب في ولاية مساتشوستس الأميركية، والتي جرت الأربعاء الفائت وأسفرت عن فوز مرشح الحزب الجمهوري، كانت بمثابة هزيمة للإدارة الأميركية الحالية في الحلبة السياسية الداخلية، وسيكون لها تأثير كبير في سياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية.
· ومع أنه من السابق لأوانه التكهن بالاتجاه الذي ستسير السياسة الخارجية الأميركية فيه من الآن فصاعداً، إلا إن التجارب السابقة تدل على وجود نموذجين محتملين في هذا الشأن.
· النموذج الأول هو أن يكون الرئيس الأميركي الضعيف على المستوى الداخلي، ضعيفاً أيضاً على المستوى الخارجي. وهذا يعني، بالنسبة إلى إسرائيل، أن خسارة أوباما في مساتشوستس ستسهل على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، رفض مطالب الإدارة الأميركية، وسيواجه أوباما صعوبة في ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية. وفي هذا النموذج من المتوقع أن تكون الإدارة المهزومة مترددة كثيراً، وحريصة على اختيار معاركها بدقة كبيرة، كي تتجنب عملية إذلال سياسية أخرى، في سياق تطلعها إلى تحقيق أهداف مستحيلة في الشرق الأوسط. ويبدو أن حرصاً من هذا القبيل انعكس في المقابلة التي أدلى بها أوباما مؤخراً إلى مجلة "تايم" الأميركية.
· أمّا النموذج الآخر فإنه نموذج الرئيس الضعيف داخلياً لكن الفعّال خارجياً، والذي سبق أن اختاره الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وكان فحواه مواجهة ضعفه الداخلي بإبداء قدر أكبر من الاهتمام بما يجري في سائر أنحاء العالم، حيث لا يمكن لمجلس النواب الأميركي تكبيل يديه. بناء على ذلك، فإن هناك احتمالاً قوياً في أن يسعى أوباما لتحقيق إنجازات في سياسته الخارجية، في الوقت الذي سيعرقل الجمهوريون تحقيق أي إنجاز في السياسة الداخلية. ومع ذلك، فليس هناك أي ضمان بأن يختار هدفاً معقداً مثل عملية السلام الإسرائيلية ـ العربية، نظراً إلى كونه بحاجة إلى إنجازات سريعة وملموسة. إن أوباما سيبذل جهوداً كبيرة في عملية السلام فقط في حال توفّر فرصة سانحة لتحقيق نتائج حقيقية.