عرض قادة المنطقة الجنوبية على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في أثناء الجولة التي قام بها على الحدود مع مصر، سيناريو رعب بشأن محاولة التنظيم العالمي للقاعدة استخدام اللاجئين السودانيين المتسللين إلى إسرائيل عبر حدودها مع مصر، لإقامة خلايا إرهابية. فوفقاً لتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، هناك أكثر من مليوني لاجىء إفريقي في مصر يرغبون في القدوم إلى إسرائيل.
وفي تقدير الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع، فإن الخطر الأكبر هو ما ذكره القادة العسكريون الكبار في المنطقة الجنوبية لرئيس الحكومة بشأن محاولة القاعدة إرسال عملائها للتسلل إلى إسرائيل عبر الثغرات الموجودة على الحدود. وقال مصدر عسكري رفيع المستوى إن القاعدة تقوم بتجنيد أشخاص في السودان، وتدربهم، وترسلهم للقيام بهجمات إرهابية داخل إسرائيل. وفي تقديره، فإن هذه العناصر الإرهابية تنضم إلى مجموعات اللاجئين التي يجري تهريبها عبر سيناء إلى إسرائيل، وهؤلاء عادة، يُفرج عنهم بعد توقيفهم وفقاً للقوانين الإسرائيلية المتعلقة بالمتسللين، الأمر الذي يُمكنهم من العمل داخل المدن الكبرى.
وكانت صحيفة "هآرتس" (22/1/2010)، تحدثت عن اجتماع عُقد في ديوان رئاسة الحكومة، جرى خلاله درس مشروعين لبناء جدار على الحدود بين مصر وإسرائيل. المشروع الأول تبلغ تكلفته 1,5 مليار شيكل، في حين تبلغ تكلفة الثاني 2.2 مليار شيكل. وقد تمت الموافقة على المشروع الأول الذي تقدمت به وزارة الدفاع. وينص قرار الحكومة بالموافقة على إقامة جزءين من الجدار في المرحلة الأولى ـ بالقرب من إيلات، وبالقرب من قطاع غزة، وعلى أن يتم تجهيز الجدار، فضلاً عن العوائق المادية، بمعدات تكنولوجية متطورة لكشف المتسللين والمخربين قبل وصولهم إلى الجدار.
وعلق نتنياهو على الموضوع في أثناء قيامه بجولة على الحدود مع مصر قائلاً: "الهدف هو المحافظة على الطابع اليهودي الديمقراطي لدولة إسرائيل. سنبقى منفتحين أمام لاجئي الحرب، لكننا لن نسمح بإغراق البلد بعشرات الآلاف من العمال غير الشرعيين."
وكان نتنياهو أظهر في الأشهر الأخيرة اهتماماً بموضوع منع المتسللين غير القانونيين من البقاء في إسرائيل، وطلب من وزارات الدفاع والمواصلات والداخلية عرض اقتراحاتهم بشأن بناء جدار على طول الحدود الجنوبية.