من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
في ذكرى مرور عام كامل على إعلان الرئيس الأميركي تعيين السيناتور السابق جورج ميتشل موفداً خاصاً إلى الشرق الأوسط، حمّل الرئيس أوباما كلاً من إسرائيل والفلسطينيين، وبصورة متساوية، المسؤولية عن تمييع عملية السلام. وقال الرئيس في مقابلة أجرتها معه مجلة "التايم" لمناسبة مرور عام على دخوله إلى البيت الأبيض: "الطرفان غير مستعدين للقيام بالمبادرات الشجاعة المطلوبة من أجل تحريك عملية السلام".
وقال وزير مقرب من نتنياهو لـ "هآرتس" أن حظوظ استئناف العملية السلمية مع الفلسطينيين وإجراء مفاوضات بشأن الحل الدائم، ضئيلة. ففي رأيه، ستنتهي زيارة ميتشل الحالية من دون أن يستطيع إقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمعاودة المفاوضات بشأن الحل الدائم، ومن دون الحصول على رد واضح من جانب رئيس الحكومة نتنياهو على السؤال الذي طرحته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فيما يتعلق بموافقته على أن تستند الحدود الدائمة [للدولة الفلسطينية] إلى خطوط 1967. وستحدد نتائج لقاءات ميتشل هذا الأسبوع مع نتنياهو وعباس، ما إذا كان سيواصل مساعيه لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، أم لا. ومن الاحتمالات التي يجري درسها في الفترة الأخيرة، استخدام الدبلوماسية المكوكية التي استخدمها هنري كيسنجر، والتي مهدت الطريق إلى اتفاقات فصل القوات بين كل من إسرائيل ومصر وسورية، في أواسط السبعينيات. لكن على الرغم من مرور أكثر من 16 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو من دون تدخل الأميركيين، فإنهم ما زالوا غير متحمسين للتخلي عن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، واستبدالها بمفاوضات عن قرب [تجري في مكان واحد، لكن ليس في غرفة واحدة] مثل التي أجرتها حكومة أولمرت مع سورية بوساطة تركيا.
ويحاول نتنياهو في المدة الأخيرة إقناع الإدارة الأميركية بأنه، بسبب خلافاته الشديدة مع عباس، غير قادر على التوصل إلى حل يفرض عليه تقديم تنازلات، واقترح على الأميركيين تركيز جهودهم حالياً على فرض عقوبات ضد إيران. لكن المقابلة مع "التايم" تُظهر أن أوباما لم يقبل موقف رئيس الحكومة القائل "إن الحكومة انفتحت على الفلسطينيين، وجمدت البناء في المستوطنات رغبة منها في تحريك العملية السلمية، وإن سبب الجمود السياسي هو الشروط التي وضعها عباس لاستئناف المفاوضات".
وفي تقدير مصادر دبلوماسية أن الحائط المسدود الذي يواجهه المسار الفلسطيني، والمصلحة الأميركية في استقرار الحدود بين العراق وسورية، ربما يدفعان الرئيس أوباما إلى الإصغاء لمسؤولين إسرائيليين كبار مثل إيهود باراك ودان مريدور اللذين يطالبان الأميركيين بإطلاق المسار السوري.
وتعليقاً على كلام أوباما، تساءلت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "هل ستترك الولايات المتحدة إسرائيل والفلسطينيين يغرقون وحدهم في وحل الشرق الأوسط؟" ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي رفيع المستوى في القدس تقديره أن كلام أوباما الأخير يهدف بصورة أساسية إلى "إيقاظ" الطرفين، و "التهويل" بأن الولايات المتحدة ربما تنفض يدها من المفاوضات، الأمر الذي قد يحث الطرفين، وخصوصاً الفلسطينيين، على الدخول في العملية السلمية.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر في القدس، أن إسرائيل ستواصل مساعيها لتحريك العملية السلمية مع الفلسطينيين، لأن هذا سيمنحها الأفضلية في نظر الأميركيين والرأي العام العالمي. وفي رأي نتنياهو، لا توجد حاجة إلى مفاوضات غير مباشرة مع الفلسطينيين بوساطة أميركية، وبلّغ موقفه هذا إلى الموفد الأميركي جورج ميتشل.