من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا يملك [الرئيس الأميركي] باراك أوباما، حتى الآن، أي إنجاز يمكنه أن يتباهى به، فيما يتعلق بسياسته في الشرق الأوسط. صحيح أن خطابه في جامعة القاهرة، الذي توجه عبره إلى العالم الإسلامي، حظي بمدائح كثيرة، لكنه لم يشتمل على ما من شأنه أن يؤدي إلى تغيير الواقع الشرق أوسطي، أو مواقف الأطراف المعنية.
· إن إيمان أوباما أن في إمكان الكلمات أن تغيّر البشر هو إيمان ساذج إلى حد ما، خاصة عندما يدور الحديث على مواجهة مواقف متجذرة ومصالح ثابتة لأمم ودول. وقد سبق للولايات المتحدة أن قدمت الدعم إلى مسلمين خاضوا نزاعات ضد غير مسلمين (مثلاً في الباكستان والبوسنه وكوسوفو) من دون أن يؤثر ذلك مطلقاً على مواقف المسلمين عامة.
· كما أن سياسة "التقارب"، التي اتبعتها الولايات المتحدة إزاء إيران، مُنيت بالفشل حتى الآن، فهذه الدولة مستمرة في تطوير برنامجها النووي، من دون أي اعتبار للاقتراح الأميركي بشأن بدء حوار معها. وترى إيران، مثل سائر الدول في الشرق الأوسط، أن سياسة "التقارب" هذه هي دليل على ضعف أميركا.
· ولم تحدث سياسة "التقارب" تغييراً في سياسة سورية، ولا تزال هذه الدولة تؤيد حزب الله في لبنان و"حماس" في غزة، وتسمح لعناصر تخريبية بالتسلل من أراضيها إلى العراق لتقويض استقرار النظام هناك، وترفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل من دون شروط مسبقة، وفوق ذلك كله تواصل تطوير تحالفها مع إيران.
· في الوقت نفسه، تدرك الدول العربية الصديقة لواشنطن أن "التقارب" الأميركي مع إيران لن يحول دون تحولها إلى دولة نووية. كما أن الانسحاب المتوقع من العراق والصعوبات في أفغانستان يساهمان في طغيان شعور عام بأن النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط آخذ في التراجع.
· إن أوباما يتغاضى أيضاً عن الواقع الصعب للمؤسسة السياسية الفلسطينية، ويحاول أن يبعث الحياة في عملية السلام العالقة. ولا تفهم واشنطن أنه ما دام الفلسطينيون منقسمين، وما دامت "حماس"، التي تهدف إلى القضاء على إسرائيل، مسيطرة على غزة، فلا يوجد شريك حقيقي لمحادثات السلام.
إن المطلوب الآن هو إدارة الصراع بصورة واعية، لا عملية سلام وهمية. وبناء على ذلك، فإن واشنطن بحاجة إلى سياسة خارجية واقعية تستند إلى إدراك حقيقة فحواها أن هناك مشكلات ليست قابلة للحل، وأن قدرة أطراف خارجية على إحداث تغييرات بعيدة المدى هي قدرة محدودة للغاية. كما يجدر تذكير أصحاب القرار في واشنطن أن الخطط الأميركية السابقة، التي هدفت إلى إحراز سلام في الشرق الأوسط، قد مُنيت بالفشل.