نتنياهو لا يبدو جاداً في السعي إلى اتفاق مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      إن المشكلة، التي تواجه أنصار السلام في إسرائيل، ليست كامنة في وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي صرّح مؤخراً بأنه لن يتم التوصل إلى اتفاق سلام حتى في غضون الأعوام الـ 16 المقبلة (أي الأعوام نفسها التي انقضت منذ التوقيع على اتفاق أوسلو في سنة 1993)، وإنما هي كامنة في رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي تربّى على تعاليم جابوتينسكي، والذي عيّن ليبرمان في منصب وزير الخارجية، وضمّه إلى "الهيئة الوزارية" السداسية المسؤولة عن الشؤون الأمنية - السياسية.

·      لو كان في نية نتنياهو أن يجعل ولايته الثانية في رئاسة الحكومة الإسرائيلية نقطة انطلاق من أجل تحقيق السلام، لكان ألّف حكومة مع حزب كاديما، لأن حزب العمل، في أوضاعه الحالية، لا يشكل بديلاً لكاديما.

·      في واقع الأمر لم يحدث أي تغيير يذكر منذ خطاب [الرئيس الأميركي باراك أوباما] في جامعة القاهرة وخطاب [نتنياهو] في جامعة بار إيلان. وإذا كان نتنياهو هو الذي يضع العراقيل كي يكسب وقتاً، فلا بًدّ من أن ينتهي ذلك في أحد الأيام، وستكون نهاية سيئة، لأنه في حال موافقته على تنفيذ مبدأ دولتين لشعبين مع ما يتطلبه الأمر من تنازلات جغرافية وتفكيك مستوطنات فسيصبح من دون حكومة.

·      يقف نتنياهو الآن أمام خيارين: إمّا أن يستمر في خداع اليهود، أو الأغيار مستغلاً الصعوبات الداخلية التي تواجهها إدارة أوباما في الآونة الأخيرة. وفي حال حدوث ذلك سنصل إلى وقت ينطبق فيه علينا نحن ما قاله [وزير الخارجية الإسرائيلية الأسبق] أبا إيبان بشأن الفلسطينيين، وفحواه إنهم لا يفوتون أي فرصة من أجل تفويت الفرصة.

·      إن الزيارات التي يقوم بها نتنياهو في الخارج، لا تحظى بالحفاوة والتوقعات التي كانت تميّز زيارات [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق رابين. كما أن نتنياهو نفسه أعرب، خلال لقاءاته السياسية في لندن، عن شكوكه بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين وفقاً لخطة أوباما. وخلال لقاء مع كبار كتاب الأعمدة الصحافية البريطانيين، قال إنه يعتقد أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق [مع الفلسطينيين]، حتى لو انسحبت إسرائيل من آخر شبر من المناطق [المحتلة].

·      لكن إذا كان نتنياهو يعتقد أن أوباما مشغول جداً بحملة النقد، التي تواجهها سياسته الداخلية، فلا يعني هذا أن مكانة أول رئيس أميركي أسود آخذة في التدهور. وبحسب تحركات [المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط] جورج ميتشل، والرسائل التي تصل من وزارة الخارجية الأميركية، فإن الإدارة الأميركية ستطرح، في نهاية الشهر المقبل، خطة سلام سيكون من الصعب رفضها.

·      ولا شك في أن نتنياهو ووزير الدفاع، إيهود باراك، لا ينسيان أن موضوع المصالحة مع العالم الإسلامي يقع في رأس سلم اهتمامات الرئيس أوباما. ولا يجوز أن يصلا إلى نقطة لا تأخذ إسرائيل فيها زمام المبادرة، على الأقل فيما يتعلق بتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية وتجميد أعمال البناء في المستوطنات واستئناف المحادثات مع الفلسطينيين.