· وقّعت روسيا وإسرائيل أمس، لأول مرة في تاريخ العلاقات بين الدولتين، اتفاقاً للتعاون الأمني بينهما. ومع أن توقيع الاتفاق لم يحظ باهتمام كبير في إسرائيل، إلا إن وزير الدفاع الروسي أناتولي سرديوكوف نظّم للوفد الإسرائيلي برئاسة وزير الدفاع إيهود باراك مراسم رسمية لتوقيع الاتفاق اقترنت بطقوس عسكرية وتغطية إعلامية واسعة النطاق.
· وعلى ما يبدو، فإن هذه الطقوس كانت موجهة ليس إلى الولايات المتحدة فحسب، باعتبارها الحليف "الطبيعي" لإسرائيل، بل إلى كل من إيران وسورية أيضاً، وتنطوي على رسالة محددة فحواها أن إسرائيل هي لاعب إقليمي مهم. ولا شك في أن روسيا لديها مصلحة في أن تكون شريكة في العمليات السياسية في الشرق الأوسط، ولذا، فإن علاقاتها الأمنية مع إسرائيل مهمة للغاية بالنسبة إليها.
· وفي المقابل، فإن هذا الاتفاق ينطوي على إنجاز كبير لمصلحة إسرائيل، ذلك بأنه سيتيح للدولتين إمكان التداول في الإشكاليات المترتبة على قيام روسيا ببيع أسلحة إلى سورية يتم نقلها من ثم إلى حزب الله في لبنان. فضلاً عن ذلك، فإن روسيا يمكنها أن تكون، خلال فترات الأزمات، قناة مباشرة لنقل رسائل من إسرائيل إلى سورية وبالعكس.
· ولا شك أيضاً في أن موضوع محاربة "الإرهاب" سيكون أحد الموضوعات المركزية في سياق التعاون الأمني المستقبلي بين الدولتين، كما أن الروس لا يخفون قلقهم إزاء تطور المشروع النووي العسكري في إيران.
· أخيراً، يتضمن هذا الاتفاق بنوداً تقضي بالحفاظ على السرية التامة في كل ما يتعلق بصفقات الأسلحة بين الدولتين، وبالتالي، فإنه يفتح باباً أمام الصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تتطلع إلى بيع إنتاجها لروسيا.
ومع ذلك كله، لا بُد من التذكير دائماً بأن الروس لا يؤمنون بالزواج الكاثوليكي، ولذا، فإن من شأنهم أن يديروا لنا ظهرهم في المستقبل، حتى من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التبليغ أو التنسيق أو الاعتذار.