إسرائيل تواصل التضليل بشأن قدرة منظومة "القبة الحديدية"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      مرة أخرى عاد مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فأكد أن توفير منظومة الدفاع ضد صواريخ القسّام القصيرة المدى [منظومة "القبة الحديدية"] لسكان المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة هو مسألة وقت. والموعد الجديد، الذي من المتوقع أن تصبح تلك المنظومة عملانية فيه، بحسب ذلك المسؤول الأمني، هو أواسط سنة 2010.

·      تجدر الإشارة إلى أنه عندما اتخذ وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، عمير بيرتس، قرار المصادقة على تطوير "القبة الحديدية"، أُطلقت وعود بأن توضع في الخدمة في نهاية سنة 2008، وفيما بعد جرى تغيير الموعد إلى بداية سنة 2009، ومن ثم إلى أواخرها، والآن يدور الحديث عن حزيران/ يونيو 2010، ولا يعتبر هذا الموعد مؤكداً.

·      لكن يبقى الأخطر من مسألة الموعد هو الاستمرار في التضليل، كما لو أن "القبة الحديدية" ستوفر رداً فاعلاً على إطلاق الصواريخ القصيرة المدى. ويستدعي ذلك أن نوضح مجدداً أن هذه المنظومة لن يكون في إمكانها القيام بالعمليات اللازمة كلها لمواجهة خطر تلك الصواريخ، وذلك بأن مدة ردة فعلها على انطلاق صاروخ هي أكثر من نصف دقيقة، في حين أن المدة بين انطلاق صواريخ القسام على سديروت والمستوطنات القريبة منها ووصولها إلى الهدف هي 14 ثانية فقط.

·      إن هذا الأمر لا يعتبر سراً كبيراً، وهو معروف لدى وزراء الحكومة منذ بداية سنة 2008، ويعرفه الذين يعملون في تطوير "القبة الحديدية" منذ بداية عملهم. وعلى حدّ علمي لم يحدث أي تقدّم جديد في عملية تطوير هذه المنظومة يستلزم استدعاء المراسلين العسكريين وزفّ بشرى الموعد الجديد إليهم.

·      في هذا السياق لا بُد من طرح السؤال: ماذا حدث بالنسبة إلى وعد وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن تستورد [من الولايات المتحدة] مدافع سريعة الطلقات من طراز "فولكان بلينكس"، ثبت نجاحها في إسقاط صواريخ وقذائف هاون تُطلق على الجيش الأميركي في العراق؟ وهل تخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تطرح هذه المدافع، في حال استيرادها، علامة استفهام على الحاجة إلى تخصيص المليارات من أجل تطوير "القبة الحديدية"؟