التقرير الصحافي السويدي عن المتاجرة بأعضاء بشرية فلسطينية أضرّ بالكفاح ضد الاحتلال
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      على الرغم من الأضرار السياسية الكبيرة التي ألحقها وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، بإسرائيل، فإنه لا يمكن التغاضي عن الأضرار التي لحقت بالكفاح العام ضد الاحتلال الإسرائيلي جراء التقرير الصحافي السويدي [عن قيام إسرائيل باستئصال أعضاء بشرية من أسرى فلسطينيين بعد اغتيالهم، والمتاجرة بها].

·      إن ما أقدم عليه الصحافي السويدي دونالد بوستروم، الذي كتب التقرير المذكور، لا يعبر عن صحافة مهنية تلتزم التحقق من صحة المعلومات، وإنما عن صحافة رخيصة ومضرّة. والاحتلال الإسرائيلي بشع ما فيه الكفاية من دون مبالغات وقصص مختلقة، مثل ما ورد في ذلك التقرير الصحافي.

·      فعلى مدار أعوام طويلة قتل الجيش الإسرائيلي آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، من دون أي ذنب يذكر. وقام جهاز الأمن العام [شاباك] بتعذيب مئات المعتقلين، أحياناً حتى الموت؛ تمنع إسرائيل الغذاء والدواء عن غزة؛ يقوم جهاز الأمن العام بابتزاز مرضى فلسطينيين لجعلهم متعاونين في مقابل تقديم العلاج الطبي لهم؛ تم هدم عشرات آلاف المنازل؛ قامت وحدات خاصة باغتيال عشرات الأشخاص في حين كان في الإمكان اعتقالهم؛ زُجّ بآلاف المعتقلين في السجون لشهور وأعوام من دون محاكمة. ألا يعتبر هذا كله كافياً لرسم صورة حقيقية وذات صدقية للاحتلال؟

·      إن أي مبالغة في وصف الاحتلال تضرّ، في نهاية المطاف، بالكفاح ضده. وفي حالات المبالغة سيكون من السهل أن تثبت إسرائيل أنها لم تتاجر بأعضاء بشرية لأسرى فلسطينيين، وأن الجنود الإسرائيليين لا يتصرفون كالنازيين؛ وأن إسرائيل لم ترتكب مجزرة جماعية. لكن هذا لا يعني أن الاحتلال ليس ظالماً ووحشياً. إن التهم الملفّقة ستساعد إسرائيل على الادعاء أن الاحتلال ليس قاسياً، كما يقولون عنه، وأن سائر الشهادات الجادة والمستندة إلى حقائق بشأنه هي شهادات مشكوك فيها.