· ترمز صفقة تبادل الأسرى [بين إسرائيل وحزب الله] إلى انتهاء حرب لبنان الثانية. ويبدو، في الظاهر، أن كل شيء بشأن هذه الحرب قد قيل، وأن كل العبر والنتائج قد استخلصت. وهناك شعور عام بأننا إذا ما اضطررنا إلى خوض حرب لبنان الثالثة فسيحالفنا النجاح. هل هذا صحيح فعلاً؟
· بحسب تقديري إذا ما اضطررنا إلى خوض حرب أخرى في لبنان فستكون نتائجها مماثلة لنتائج الحرب السابقة. من شأن التحسينات التي حدثت عندنا أن تتعادل مع التحسينات التي حدثت لدى الطرف الآخر [حزب الله]، علاوة على أننا لا نملك، إلى الآن، جواباً على إطلاق الصواريخ. غير أن المشكلة الرئيسية تبقى جوابنا الخطأ عن السؤال المهم وهو: من هو عدونا [في لبنان]؟
· لقد شنت دولة إسرائيل حرباً على العدو غير الصحيح، ولذا لم تحقق نصراً. لا يمكن تحقيق نصر على منظمة حرب عصابات، إذا كانت تعمل في أراضي دولة أخرى، وإذا كانت تحظى بدعم تلك الدولة الكامل، وإذا بقيت تلك الدولة (لبنان) حصينة إزاء أي ردة فعل إسرائيلية. إذا ظلت هذه المزايا في الحرب المقبلة أيضاً فسنخسرها.
· إن الأمر الجيد الوحيد، الذي حققته الحرب السابقة، هو الضرر الكبير الذي لحق بسكان لبنان [المدنيين]. إن تدمير آلاف المنازل التي كان يعيش فيها "أبرياء" نجح في المحافظة على جزء من قوة الردع الإسرائيلية. إن الطريق الوحيدة لمنع حرب أخرى هي أن نوضح أنه في حالة اندلاعها فسيتعرض لبنان للدمار الكليّ. وينبغي لإسرائيل أن توضح ذلك لأصدقائها أولاً.
· هل نقلت إسرائيل رسالة من هذا القبيل إلى الرئيس الفرنسي [نيكولا ساركوزي] خلال زيارته الأخيرة هنا؟ أشك في ذلك، بل أفترض أن كبار المسؤولين الإسرائيليين فضلوا أن يوافقوا مع ضيفهم على كون حزب الله يمثل "الأشرار"، وكون الحكومة اللبنانية تمثل "الأخيار". وما دامت هذه هي رسالة إسرائيل فيجب ألاّ نُفاجأ إذا ما خسرنا الحرب المقبلة أيضاً.