من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تنتظر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لدى عودته من جولته الأوروبية، مهمة وطنية كبيرة، هي تنحية وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، عن منصبه. فالضرر الذي يلحقه ليبرمان بدولة إسرائيل وسياستها الخارجية آخذ في التفاقم، ويعيد إلى الأذهان مهزلة تعيين عمير بيرتس [رئيس حزب العمل السابق]، وزيراً للدفاع في حينه. ويتعين على نتنياهو أن يتدارك هذا الأمر ويضع حداً له.
· على الرغم من أن آب/ أغسطس شهر شحيح في الأخبار، فإن ليبرمان ما انفك يزوّد وسائل الإعلام وأعضاء الكنيست المغرمين بالتعقيبات بمسرحيات يومية مثيرة. فقد سدّد ضربات إلى السويديين والنرويجيين، وبدأ حملة تطهير السلك الإسرائيلي الدبلوماسي من العرب والحريديم [اليهود المتدينين المتشددين]، وصوّر رئيس حكومته كما لو أنه ساذج يضيّع وقته في عملية سياسية لا طائل فيها، ولا يدري أحد ما الذي يخبئه في جعبته بعد. وعلى ما يبدو فإن ليبرمان لم يتغيّر في إثر تسلم منصب وزير الخارجية، ولا ينوي أن يتغيّر مطلقاً.
· إن السبب في مطالبتنا تنحية ليبرمان يتعلق بأدائه الفاشل في منصبه، لا بحقه في التعبير عن آرائه، الذي لا نعترض عليه بتاتاً. ومن المعروف أن وزير الخارجية يقوم بوظيفة مزدوجة، فهو من جهة، يتعين عليه أن يدفع المصالح الوطنية قدماً، وذلك عبر اتصالاته الدبلوماسية بالدول الأخرى، ومن جهة أخرى، يتعين عليه أن يقوم بعرض مواقف المجتمع الدولي في أثناء اتخاذ القرارات داخل الحكومة.
· ويواجه ليبرمان صعوبة كبيرة في أداء هذه الوظيفة المزدوجة لسبب بسيط جداً، هو حملة المقاطعة التي فرضتها دول العالم، في معظمها، عليه، والتي أدت إلى عزله. وفي مثل هذه الحالة يتعذر عليه أن يعمل في الحقل الدبلوماسي، ناهيك عن أن مساهمته في اتخاذ القرارات الاستراتيجية في القدس تصبح محدودة للغاية.
· ولا يبذل ليبرمان أي محاولة من أجل ترميم أدائه، ويستمر في رفض القيام بأي دور في العملية السياسية، تارة بحجة أن هناك "تناقض مصالح بسبب كونه مستوطناً"، وطوراً بحجة أنه لا يؤمن بها، في حين أن أسلافه كانوا يقاتلون رؤساء الحكومات الإسرائيلية من أجل أن يضطلعوا بدور رئيسي في صوغ السياسة الإسرائيلية العامة.
· ثم إن هناك توقعات لدى المؤسسة السياسية الإسرائيلية بأن يقوم المستشار القانوني للحكومة، ميني مزوز، قريباً، بتقديم لائحة اتهام قاسية ضد ليبرمان، وفقاً لتوصية الشرطة، وبذا ينهي وظيفته. لكن لا يجوز أن يختبئ نتنياهو وراء مزوز، ويتعين عليه أن يستبدل ليبرمان فوراً بشخص ملائم أكثر لمنصب وزير الخارجية، خاصة وأننا نقف على أعتاب استئناف العملية السياسية [مع الفلسطينيين]، وأن حسم الموضوع آخذ في الاقتراب. إن خطوة كهذه ستكون المحكّ الحقيقي لزعامة نتنياهو.