أوباما - خيار مثير لإسرائيل لكنه خطر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       منذ جنازة [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] يتسحاق رابين [في سنة 1995] لم تستقبل إسرائيل، على التوالي، زواراً رفيعي المستوى من الخارج كما استقبلت هذا العام. فقد زارها حتى الآن كل من [الرئيس الأميركي] جورج بوش (مرتين)، و[المستشارة الألمانية] أنجيلا ميركل، و [الرئيس الفرنسي] نيكولا ساركوزي، و[رئيس الوزراء البريطاني] غوردون براون. ومع ذلك، فإن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، باراك أوباما، الذي جاء أمس إلى إسرائيل في زيارة خاطفة، نجح في أن يثير الاهتمام والفضول أكثر من الجميع.

·       لقد جاء المرشح الجمهوري جون ماكين إلى إسرائيل قبل أوباما، وكلاهما لم يأتيا لسماع مشورات من السياسيين فيها، ولا من أجل دفع السلام قدماً. إن ما يهمهما هو الناخبون والمتبرعون اليهود من الولايات المتحدة، لا الإسرائيليون أنفسهم.

·       يكاد ماكين يبدو في نظر المؤسسة الإسرائيلية، كما لو أنه الخيار الطبيعي [لرئاسة الولايات المتحدة]. غير أن أوباما يمثل خياراً مثيراً، لكنه خطر، ففي حالة نجاحه في ترميم مكانة الولايات المتحدة الدولية، وفي تقليل تبعيتها للنفط، وفي دفع السلام بين إسرائيل والعرب إلى الأمام، فإن وضع إسرائيل الاستراتيجي سيتحسن كثيراً، غير أنه يمكن أن يضطر إلى دفع ثمن في مقابل هذا كله، وهو ممارسة الضغط على إسرائيل في مجالات ليست مريحة لها. أمّا إذا لم ينجح، فإن إسرائيل هي التي ستدفع ثمن ذلك.

·       إن ما يثير ضيق إسرائيل من أوباما هو التزامه أن تكون الولايات المتحدة ضالعة جداً في الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين. إن ضلوع الأميركيين الفاعل يمكن أن يلحق الضرر بإسرائيل، في هذه الأوضاع القائمة التي يتميز الشريك الفلسطيني فيها إمّا بالضعف (محمود عباس) وإمّا بالعدائية ("حماس").

·       هناك بند آخر في جدول أعمال أوباما يسبب ضيقاً أكبر لإسرائيل، وهو أنه تبنى مبادرة لتجريد العالم كله من الأسلحة النووية. وقد ضايقت مبادرات أميركية سابقة في هذا الشأن إسرائيل لأنها تعني إغلاق المفاعل النووي في ديمونا. إن الأخطر من ذلك، أن أوباما يرى هذه الخطوة باعتبارها رافعة لنجاح الاتصالات بإيران، وبناء على ذلك، في إمكان إسرائيل أن تستشف إشارات إلى صفقة فحواها "نتانز [المفاعل النووي الإيراني] في مقابل ديمونا"، ولا شك في أنها ستمارس كل نفوذها في الولايات المتحدة من أجل إحباطها.