المواجهة الدموية لن تهدأ حتى تتغير الإدارة الأميركية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       يبدو أن اختيار مكان عملية الجرافة في القدس، أمس، لم يكن من قبيل المصادفة. فالمسافة بينه وبين فندق "الملك داود" الذي يستضيف [المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية] باراك أوباما، هي أقل من دقيقة سيراً على الأقدام. إن نتيجة ذلك هي استقطاب تغطية إعلامية دولية مضمونة للعملية.

·       إن ذلك صحيح، بطبيعة الحال، إذا ما كان الحديث يدور على عملية "إرهابية"، كما استنتج جهاز الأمن العام والشرطة. أما سكان أم طوبى، قرية منفذ العملية، فقد أكدوا أن ما جرى هو حادث، وأن سائق الجرافة فقد السيطرة عليها، وقُتل بناء على سابقة مماثلة [العملية التي وقعت في 2 تموز/ يوليو 2008].

·       إن هذا الادعاء الفلسطيني هو الرائج عندما تحدث عملية دهس، وذلك خلافاً للعمليات الانتحارية أو عمليات إطلاق النار، التي لا يمكن التشكيك في نيات منفذيها. في المقابل، لا يجوز عدم التذكير بعملية معاكسة، عندما قام سائق حافلة إسرائيلية بدهس أربعة عمال فلسطينيين في قطاع غزة، في كانون الأول/ ديسمبر 1987، وهو ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الأولى.

·       يبدو أن عملية يوم أمس، التي تزامنت مع زيارة أوباما لإسرائيل، تدل على أن المواجهة الدموية هنا لن تهدأ حتى تتغير الإدارة الأميركية في البيت الأبيض. ولن يحصل الرئيس الأميركي المقبل، سواء أكان أوباما أم [المرشح الجمهوري] جون ماكين، على مهلة طويلة من أجل دراسة الوضع.