· على الرغم من أن الحملة التي تتعرض إسرائيل لها في السويد، في إثر نشر تقرير صحافي ادعى أنها تتاجر بأعضاء بشرية لأسرى فلسطينيين، هي حملة ظالمة وشريرة، إلا أن الحملة المضادة، التي تشنها إسرائيل على السويد، ليست أقل ظلماً.
· إن ما يميّز هذه الحملة الإسرائيلية هو أنها ذات مستوى متدن للغاية، وهي تثبت مرة أخرى أن وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، لا يفكر إلا في مصالحه الداخلية الخاصة فقط. لكن الأنكى من ذلك هو أن وزراء الحكومة، في معظمهم، وكذلك رئيس الحكومة نفسه، ومعظم وسائل الإعلام الإسرائيلية قد انجروا وراء هذه الحملة.
· وليس من المبالغة القول إن ليبرمان هو الذي حوّل الموضوع إلى أزمة سياسية، إذ أن الادعاء الذي ورد في التقرير الصحافي المذكور سبق أن نشر، مرات كثيرة، في السويد ودول أخرى، ولم يثر الضجة التي يثيرها في الوقت الحالي.
كان في إمكان الحكومة الإسرائيلية أن ترفع دعوى تشهير ضد الصحيفة السويدية، كما كان في إمكانها أن تنشر إعلانات كبيرة في الصحافة السويدية توضح الحقيقة، إلا أنها بدلاً من ذلك راحت تطالب الحكومة السويدية بشجب ما أقدمت الصحيفة عليه. ويعتبر هذا المطلب خطراً للغاية، وذلك لأنه، من جهة، يحوّل كاتب التقرير إلى قديس معذّب، ولأن من شأنه، من جهة أخرى، أن يعرّض إسرائيل إلى وضع شبيه في المستقبل، في حال غضب حكومة أجنبية من نشر تقرير في الصحافة الإسرائيلية.