على نتنياهو أن يركز على العقبات التي تحول دون استئناف المفاوضات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ينوي رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، أن يطرح، بعد نحو شهر، مبادرة سلام خاصة بالشرق الأوسط، يكون في صلبها استئناف المفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وذلك من خلال وساطة أميركية فاعلة.

·      ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث الخاص لأوباما، جورج ميتشل، هذا الأسبوع، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في لندن، في محاولة للتوصل إلى تفاهم بشأن تجميد أعمال البناء في المستوطنات، في مقابل قيام الدول العربية بخطوات تطبيع مع إسرائيل. ويفترض أن توجِد هذه الخطوات المتبادلة أجواء جديدة في المنطقة تعطي زخماً للعملية السياسية برمتها.

·      إن وقف البناء والكف عن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية لا يعتبران تنازلاً إسرائيلياً للأميركيين ولا للفلسطينيين، وإنما مصلحة إسرائيلية ذاتية. وقد حان الوقت لوضع حدّ للأموال الطائلة، التي تبذّر على المشروع الاستيطاني، الذي بدوره يلحق أضراراً سياسية وأمنية فادحة بإسرائيل، ويعمق النزاع، ويهدد بإفشال حل التقسيم. ويبدو أن نتنياهو يفهم هذا الواقع السياسي مع أنه غير مستعد لإعلان ذلك بعد، وهذا ما يشهد عليه قراره بعدم إصدار تصاريح بناء جديدة في المستوطنات.

·      وفي حال نجاح نتنياهو في تحقيق استئناف العلاقات مع دول الخليج، في مقابل تجميد البناء في المستوطنات، فإن ذلك سيُعتبر إنجازاً تكتيكياً للدبلوماسية الإسرائيلية. لكن في الوقت نفسه، لا يجوز رهن وقف البناء في المستوطنات بهذا الأمر.

·      إن تجميد البناء في المستوطنات ليس هدفاً بحدّ ذاته، وإنما وسيلة من أجل إحراز اتفاق ينهي النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ويحقق "حل الدولتين". ولذا، يتعين على نتنياهو أن يركز، خلال لقائه ميتشل، على إزالة العقبات التي تحول دون استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، بدلاً من الإصرار على تنفيذ أعمال بناء محدودة في المستوطنات.

·      وإذا كان نتنياهو راغباً حقاً في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، فإن عليه أن يحافظ على قوته السياسية من أجل خوض مواجهة حتمية مع حلفائه من اليمين، بدلاً من إهدارها في احتكاكات مضرة مع الولايات المتحدة.