من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لو أن محادثات السلام مع مصر [في أواخر السبعينيات] بدأت بمفاوضات تتعلق بمصير مستوطنات رفح، لربما كان من الممكن ألا نتوصل إلى اتفاق سلام معها. فمناحم بيغن [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] وأنور السادات [الرئيس المصري السابق] كانا راغبين في السلام، ولذا أدركا، مسبقاً، أن الغرق في التفصيلات الصغيرة لن يؤدي إلى أي نتيجة.
· إن مقولة "الشيطان يكمن في التفصيلات" هي مقولة صحيحة، غير أنها ليست كذلك إذا ما اتفق الطرفان على الغاية النهائية. وقد أحسن [الرئيس المصري] حسني مبارك صنعاً حين أكد، في سياق مقابلة أدلى بها إلى إحدى قنوات التلفزة الأميركية، أنه "يرى ضرورة البدء، أولاً وقبل أي شيء، بالتباحث بشأن التسوية الدائمة"، بدلاً من التركيز على تسويات موقتة، أو على الخصام بشأن المستوطنات. وأضاف "هذا ما فعلناه نحن، ولذا، توصلنا إلى اتفاق دائم، وانسحب الإسرائيليون من سيناء".
· لقد جرت محاولة لسلوك مثل هذه الطريق في اتفاق أوسلو [في سنة 1993]، غير أن [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق رابين لم يكن مثل بيغن، و [الرئيس الفلسطيني السابق] ياسر عرفات لم يكن مثل السادات، ولم يكن راغباً في التوصل إلى السلام بقدر ما كان راغباً في أن يستكمل إنجاز هدفه النهائي ثورياً، وهو تحرير فلسطين بالدم والنار. وفي نهاية المطاف اغتيل رابين، ومات عرفات زعيماً مهزوماً، وتدّعي رواية لم يتم التأكد من صحتها، أنه مات مسموماً.
· لكن ما يجب أن نهتم به الآن هو الحاضر والمستقبل، لا التاريخ الماضي، وعلى إسرائيل أن تكون عنصراً ضاغطاً لا مضغوطاً. وقد أحسن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صنعاً عندما ردّ على خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في جامعة القاهرة، بالموافقة على مبدأ دولتين لشعبين، ولم يكن هذا سهلاً على زعيم يميني مثله، غير أنه طلب أن تكون فلسطين مجردة من السلاح. وبدلاً من أن يقوم أوباما، في إثر ذلك، بزيارة إسرائيل، فضّل أن يرسل إلينا مبعوثين من طرفه تركّز اهتمامهم كله في أمور صغيرة مثل البناء في المستوطنات وما شابه ذلك.
· إن المطلوب في الوقت الحالي هو خطة سلام أميركية شاملة ودقيقة وقابلة للتطبيق. وقد جاءت زيارة الرئيس مبارك لواشنطن في الوقت الملائم، إذ إنه أكد لأوباما أنه لا يجوز تضييع الوقت، ولا يجوز الاهتمام بحلول موقتة أو بحدود موقتة، وإنما يجب الاهتمام بالقضية الأكبر، لأن من شان ذلك أن يوجد أجواء مريحة في صفوف المعسكر الإسلامي المعتدل إزاء احتمال اندلاع مواجهة مع إيران.
وإذا كان الرئيس أوباما ينتظر موعد عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة [في أواخر أيلول/ سبتمبر المقبل]، فإن هذا هو الموعد الأخير لعرض خطة سلام أميركية مفصلة. ويتعين على إسرائيل أن تضغط على الرئيس الأميركي كي يعرض خطة سلام تبدأ من تحديد الهدف النهائي.