يعلون ليس "نبتة شاذة"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا يوجد تعريف آخر لتصريحات [النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية] موشيه يعلون، خلال مؤتمر "حركة القيادة اليهودية" [الجناح اليميني المتطرف في حزب الليكود، وهو بزعامة موشيه فيغلين]، سوى أنها عربدة كلامية متطرفة وهوجاء، ولذا، فإن أي اعتذار أو تفسير أو تبرير، لن يطمس دلالاتها الخطرة.

·      إن مسؤولاً رفيع المستوى في مكانة يعلون ما كان من المفترض في أن يشارك في مؤتمر من هذا القبيل، عقدته حركة هي الأكثر تطرفاً في صفوف اليمين الإسرائيلي، إلى درجة أن قيادة الليكود تعتبر أنه يجب نبذها.

·      علاوة على ذلك، فإن تصريحات يعلون، التي قال فيها إن حركة "السلام الآن" والنخب الإسرائيلية هما "فيروس"، وإنه كان يتوجب عليه، عندما كان رئيساً لهيئة الأركان العامة، أن "يقوم بتنظيف" ما تركته حمامة السلام وراءها، هي تصريحات تعبر عن موقف غير ديموقراطي ومقلق للغاية، فحواه أن الذين لا يفكرون كما يفكر يعلون هم "فيروس" يجب القضاء عليه.

·      وفي واقع الأمر، فإن الهجوم الذي يشنه يعلون منذ أن ترك صفوف الجيش الإسرائيلي، عشية تنفيذ خطة الانفصال عن غزة [في صيف سنة 2005]، يتميز بآراء غير ديموقراطية حادة. فهو يصوّب سهامه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا خاصة، وإلى جهاز المحاكم عامة، كما أنه يؤيد الاستيطان غير القانوني، ويعبر عن آراء تعتبر غير مقبولة حتى في صفوف اليمين الإسرائيلي [الليكود].

·      لا يجوز اعتبار يعلون "جسماً غريباً"، كما يقول اليمين في بعض الحاخامات المتطرفين الذين يحرضون الشبيبة الإسرائيلية على عدم الخدمة في الجيش، وعلى رفض الأوامر العسكرية عندما يحين وقت تفكيك المستوطنات. إن يعلون هو النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، وهو أحد أعضاء "اللجنة الوزارية السداسية" التي يفترض أن تكون مسؤولة عن اتخاذ قرارات مصيرية. وبناء على ذلك، يتعين على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن ينحيه من موقع اتخاذ القرارات المصيرية، وفي حال عدم قيامه بذلك، لا بُد من أنه سيتم في إسرائيل والخارج، التوصل إلى استنتاج فحواه أن تصريحات يعلون تعكس مواقف الحكومة أيضاً.