كيف سيرد الجيش الإسرائيلي على مقتل جندي بنيران الجيش اللبناني؟
تاريخ المقال
المصدر
- يأتي حادث إطلاق النار على الحدود الشمالية بعد فترة طويلة من الهدوء، وهو يطرح تحدياً صعباً على الجيش الإسرائيلي: كيف سيردّ على ما حدث.
- في جميع الأحوال، يؤكد إطلاق النار الذي تسبب بمقتل جندي إسرائيلي أنه تحت الهدوء المطلق الذي يسود الحدود الشمالية، يوجد برميل يمتلئ باروداً منذ نهاية حرب لبنان الثانية سنة 2006. لقد انتهت هذه الحرب بانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود، ولكن طوال هذه الأعوام دأب كل من إسرائيل وحزب الله على مواصلة تسلحهما.
- في الأعوام الأخيرة حافظ كل من إسرائيل وحزب الله على الردع بينهما. لكن يبدو أن شيئاً ما تغير خلال الأشهر الماضية، فقد اتّهم حزب الله إسرائيل بسلسلة من الحوادث التي استناداً إلى وسائل إعلام أجنبية، هي عبارة عن هجمات قامت بها إسرائيل ضد شحنات سلاح تابعة للحزب، إلى جانب عمليات اغتيال ضد عناصره. وقبل أسبوعين وصلت الأمور إلى الذروة في أعقاب اغتيال مسؤول كبير في الحزب قيل إنه المسؤول عن تقنيات الطائرات من دون طيار. وزعمت مصادر أجنبية بعد الاغتيال، أن الثوار السوريين هم الذي قاموا بالاغتيال، لكن حزب الله رأى غير ذلك.
- والظاهر أن الهجوم الذي وقع أمس لا علاقة له بحزب الله، وأن الذي قام به جندي في الجيش اللبناني الخاضع للحكومة اللبنانية. لكن عملياً، أغلبية جنود الجيش اللبناني المنتشرين بالقرب من الحدود مع إسرائيل هم من الطائفة الشيعية، والعديد منهم يعتبرون حسن نصر الله قائدهم الحقيقي.
- لقد أظهر التحقيق الأولي بشأن ما جرى أن الجندي اللبناني بادر من تلقاء نفسه إلى إطلاق ست رصاصات إلى سبع على السيارة العسكرية التي كانت تسير قرب موقع لسلاح البحر في رأس الناقورة. وكانت الطلقات دقيقة للغاية وأطلقت من بندقية قناص. من المحتمل أن الجندي اللبناني تصرف بصورة فردية، لكن من المحتمل أن يكون حزب الله أرسله ليبعث رسالة إلى إسرائيل. فإذا كان هذا صحيحاً، فنحن أمام نموذج سبق أن استخدمه الحزب قبل عشرة أعوام قبل حرب لبنان الثانية، حينها أطلق نيران القناصة ضد الأراضي الإسرئيلية عندما كان يتضح له أن إسرائيل خرقت "قواعد اللعبة".
- بعد الهجوم، تقدمت إسرائيل بشكوى رسمية إلى قيادة الأمم المتحدة ضد الجيش اللبناني. فإذا تبين أن الجندي تصرف من تلقاء نفسه، تكتفي إسرائيل بالشكوى. لكن إن لم يكن هذا صحيحاً، فمن المستبعد أن ترد إسرائيل في الأيام المقبلة بصورة من شأنها إشعال الحدود الشمالية.
- من هنا، فالتحدي المطروح أمام الجيش الإسرائيلي هو: كيف سيرد.