الجنرال جيمس جونز يوجه نقداً حاداً إلى سياسة إسرائيل تجاه السلطة الفلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعد المبعوث الأمني الأميركي إلى الشرق الأوسط، الجنرال المتقاعد جيمس جونز، تقريراً يتضمن نقداً حاداً لإسرائيل بسبب السياسة التي تطبقها في المناطق [المحتلة] وطريقة تعاملها مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. وتم توزيع بضع نسخ من موجز التقرير (أو مسودة التقرير، بحسب رواية أخرى) على مسؤولين في إدارة بوش، وقد أثار امتعاضاً شديداً. ويسود أوساط الإدارة منذ الأسابيع القليلة الفائتة تخبط في شأن السماح لجونز بنشر تقرير شامل في هذا الشأن، أو وضع التقرير على الرف والاكتفاء بالموجز السري، وذلك على خلفية قرب انتهاء ولاية الرئيس بوش.



وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عيّنت جونز في هذا المنصب عقب مؤتمر أنابوليس، وطُلب منه إعداد خطة استراتيجية تمكّن من تحقيق الاستقرار الأمني في المنطقة، على خلفية المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين*. وفي هذا الإطار درس جونز مسألة القوى الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.



وبحسب مصادر إسرائيلية وأميركية، بلور جونز وجهة نظر شديدة الحدة تجاه إسرائيل. وقال بعض الإسرائيليين الذين التقوه خلال زيارته الأخيرة قبل بضعة أسابيع، وبينهم ضباط في الجيش الإسرائيلي، إنهم خرجوا بانطباع فحواه أن التقرير "لاذع جداً وسيرسم لإسرائيل صورة سيئة للغاية". ويبدو أنهم يقصدون بذلك موقفاً سلبياً تجاه إسرائيل في قضيتين مركزيتين: تعريفها مصالحها الأمنية في الضفة الغربية قبيل الحل الدائم (تفضّل إسرائيل تعريفها بصيغة موسعة نسبياً)، وموقفها من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.



ويبدو أن الانتقاد الحاد أثار ارتباكاً لدى الإدارة الأميركية. وهناك جهات رفيعة المستوى تريد عدم نشر التقرير الكامل، لعدم إثارة زوبعة، وخصوصاً عشية انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل وانتهاء ولاية الرئيس بوش.

_________________

(*) عقب مؤتمر أنابوليس أُسندت إلى الجنرال جونز مهمة الاضطلاع بدور الحكم للتحقق من تطبيق كل من الإسرائيليين والفلسطينيين المرحلة الأولى من خريطة الطريق. (المحرر)