خطر حزب الله خطر حقيقي
تاريخ المقال
المصدر
- يبدو أننا سنكون مضطرين في المستقبل إلى العودة إلى بلدات جنوب لبنان. نحن نعرف ذلك، كما أن اللبنانيين يعرفونه أيضاً. إن الفجوة بين التصريحات السياسية الصادرة عن المسؤولين في إسرائيل والمسؤولين في حزب الله، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، وبين النيات الحقيقية، هي فجوة كبيرة للغاية.
- ولا يجوز أن نرتكب أي خطأ، إذ إن الخطر الذي يتهدد إسرائيل من جانب حزب الله في جنوب لبنان هو خطر حقيقي، ويتصاعد من يوم إلى آخر. لكن إسرائيل لا تنوي، في الوقت الحالي، خرق الوضع القائم.
- مع ذلك، فإن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة تنطوي على استراتيجيـا جديدة في مقابل لبنان، فحواها عدم الفصل بين حكومة لبنان وبين حزب الله. وبناء على ذلك، فإن لبنان كله سيتحمل مسؤولية أي عمل عدائي يقوم به حزب الله، سواء في إسرائيل أو في الخارج. ولأن هذا الحزب هو جزء من الحكومة اللبنانية فإن أي حرب معه ستعني حرباً مع دولة لبنان.
- وتؤكد التقويمات لدى جميع هيئات تقدير الموقف في ديوان رئيس الحكومة ووزارتَي الدفاع والخارجية، أنه لا مصلحة لدى حزب الله أيضاً في إشعال نار حرب جديدة مع إسرائيل الآن، وأنه مهتم، أكثر من أي شيء آخر، بالساحة اللبنانية الداخلية، وبتعزيز مكانته السياسية عقب فشله النسبي في الانتخابات النيابية العامة.
- في الوقت نفسه، فإن [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله متأكد من أن إسرائيل ستهاجم في أي لحظة. وهو يعتبر أن التهديدات ضد إيران تشمل حزب الله أيضاً. علاوة على ذلك، يبدو أن الدرس السياسي المهم، الذي استخلصته قيادة الحزب من حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، ومن حملة "الرصاص المسبوك" على غزة [في أواخر سنة 2008]، هو أن إسرائيل حيوان لا يمكن توقع ما سيُقدِم عليه على الإطلاق.
- ثمة نقطتا احتكاك من شأنهما أن يفجرا الأوضاع في الحدود الشمالية: الأولى ـ أن يقوم السوريون بنقل معدات عسكرية إلى حزب الله تخل بالتوازن العسكري بينه وبين إسرائيل، على غرار صواريخ مضادة للطائرات أو منظومة رادارات، وقد أوضحت إسرائيل أنها تعتبر ذلك خطاً احمر؛ الثانية ـ مسألة قيام حزب الله بعملية عسكرية انتقاماً لمقتل مسؤوله العسكري عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق.