حرب غير ضرورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تعكس سياسة العصا والجزرة التي تطبق ضد إيران ـ العقوبات والحوافز المتعلقة بالنفط واليورانيوم المخصب ـ اعتقاداً أن إيران قابلة للتأثر بالضغوط، فهي، خلافاً لكوريا الشمالية، وعلى غرار باكستان، ليست دولة مجنونة.

·       الإحباط الناجم عن عدم إذعان إيران أمر مفهوم، لكن هذا يجب ألاّ يقود تلقائياً إلى الاستنتاج أن العمل العسكري هو الحل الوحيد، وخصوصاً أن القيود والتبعات تجعل العملية العسكرية خطراً أكثر منها حلاً. وفي الواقع، يجب أن يكون أحد الاعتبارات الرئيسية التي يتعين أخذها في الحسبان هو الضرر الذي ستلحقه طهران بإسرائيل و/ أو بجيرانها الموالين للغرب، انتقاماً من الهجوم. صحيح أن البعض يعتقد أن موت آلاف الإسرائيليين يُعدّ ثمناً مقبولاً للهجوم، لكن هذا ادعاء غوغائي يستند إلى افتراض مضلل فحواه أن إسرائيل يمكن أن تتحمل عدداً كبيراً من الخسائر.

·       القاسم المشترك بين الافتراضات العسكرية الأميركية والإسرائيلية هو أن الهجوم الذي يجري التفكير فيه لن يكون شبيهاً بالنموذج العراقي أو الأفغاني، كما أنه لا يجري التفكير في احتلال إيران. فالخبراء يتحدثون عن "ضربة" أو "سلسلة من الضربات الدقيقة" على نحو مماثل للهجوم على سورية [في سنة 2007]، أو تدمير المفاعل النووي العراقي في سنة 1981. وليس هناك أيضاً نية تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية برمتها، بل إن الفكرة هي توجيه صفعة للنظام الإيراني توضح له أن الغرب لا يخشى من القيام بعمل عسكري.

·       وهنا تكمن المفارقة التي ينطوي عليها الخيار العسكري، إذ ربما يعرف المخططون العسكريون أين سيضربون، لكنهم لا يعرفون ما الذي يمكن فعلاً أن يُحدث تغييراً في سياسة إيران. ما هي النسبة المئوية من الصناعة النووية الإيرانية التي يجب تدميرها حتى تتخلى طهران عن أحلامها في الحصول على أسلحة نووية؟ هل سيكفي تدمير أجهزة الطرد المركزي؟ هل يجب مهاجمة المفاعل النووي الروسي في بوشهر؟ أم ربما يجب مهاجمة المختبرات الجامعية؟ وبما أن الضربة العسكرية تخلق الفرص، هل يجب تصفية الحكومة الإيرانية من أجل قطع الصلة بين النظام والأنشطة النووية؟

إن التجارب الأميركية في العراق وأفغانستان، وكذلك التجربة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، تدلان على أن الاحتلال المباشر لا يضمن النصر أو الردع. وعلى أنصار شن الهجوم على إيران، الذين ما زال يتعين عليهم وضع سيناريو معقول لـ"اليوم التالي"، أن يلتفتوا إلى الدرس المستفاد من هذه الاحتلالات. فهؤلاء يجدون صعوبة في فهم أن إيران فيها عدد من التيارات السياسية، بالإضافة إلى نقاش عام حيوي. إن الإيرانيين، شأنهم شأن الجمهور في إسرائيل أو في الهند، يريدون "دولة قوية" قادرة على "مواجهة التحديات كافة". وفيما يتعلق بالبرنامج النووي، ليس هناك فارق بين النظام والمواطنين الإيرانيين. إن إطلاق الصواريخ على إيران ليس الوسيلة الكفيلة بإعادة هذا البلد إلى أسرة الشعوب.