من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· عشية بدء المفاوضات المباشرة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في واشنطن، يبدو لي أنه كلما بالغت إسرائيل في ممارسة القوة خلال المفاوضات، كما فعلت عندما سيطرت على قافلة السفن التي كانت متوجهة إلى غزة في نهاية أيار/ مايو الفائت، كلما كان فشلها أكبر. ومع أنه من المفترض أن يكون بدء المحادثات المباشرة أمراً جيداً، إلاّ إن هذه المحادثات لن تؤدي إلى السلام، وليس ذلك لأننا لسنا في حاجة إليه. إذ من دون سلام إسرائيلي - فلسطيني، سيكون وضعنا شبه ميؤوس منه، لكن السلام لن يأتي.
· يتطلب تحقيق السلام نهجاً مختلفاً تماماً من جانب القيادة الإسرائيلية. فالحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان غير قادرة على التخلص من الشعور بأنها ذاهبة إلى خوض حرب بشأن السلام مع محمود عباس ـ حرب بشأن الأراضي في الضفة الغربية؛ حرب بشأن القدس، حرب بشأن اللاجئين الفلسطينيين. وإذا لم نغيّر تماماً هذا النهج، من خلال القيام بانعطافة سياسية ودبلوماسية كاملة، فإن المحادثات ستفشل.
· إذا كان القصد هو أن نتعارك مع الفلسطينيين تحت أنظار الأميركيين والعالم، فإن ذلك سيكون هدراً لوقت الجميع. وفي مثل هذه الحالة، من الواضح للجميع أننا "سننتصر". مَن هو عباس مقارنة بنا؟ أين طائراته المقاتلة؟ أين الغواصات؟ أين مفاعل ديمونا النووي؟ أين وحدة العمليات الخاصة التابعة لهيئة الأركان العامة؟ أين صلاته بالكونغرس الأميركي؟ وإذا حدث أن استفز أعصابنا، فإننا نستطيع دائماً وقف تحويل الأموال إليه. من الواضح تماماً مَن الذي سينتصر. ولكن بعد انتصار القوي لن يكون هناك سلام أو مصالحة. وكما في قضية قافلة السفن التركية، فإن المنتصر هو الخاسر الرئيسي.
· نتنياهو قادر فعلاً على قيادة إسرائيل إلى السلام، لكن ليس بروح القتال التي يحملها إلى واشنطن. إن دخول محادثات السلام بذهنية حربية ينطوي على مخاطر أكثر مما ينطوي على فرص. ويمكن لفشل المحادثات أن يحوّل الضفة الغربية إلى غزة أخرى وعباس إلى اسماعيل هنية آخر ـ فضلاً عن انعكاسات ذلك في الساحة الدولية.
· يجب أن نتحاور في واشنطن لا أن نهدد، وأن ندرك أنه ليس لدينا بديل من هذه العملية. ستكون خسارتنا جرّاء فشل المحادثات أكبر من خسارة الفلسطينيين. ففي أسوأ الأحوال، هم سيبقون من دون دولة خاصة بهم، لكن نحن سنخسر دولتنا. لن نخسرها مادياً، لكنها ستخسر هويتها ورسالتها كدولة للشعب اليهودي.
الشخص الوحيد في العالم الذي يمكن أن يفشل في هذه المفاوضات هو بنيامين نتنياهو، لكن فشله سيكون كارثة بالنسبة إلينا. ولأنني لا أرى، في الوقت الحاضر، المنعطف المطلوب، فإنني لا أعتقد أنه سيكون هناك سلام. وبالتالي، يجب الاستعداد لتشكيل لجنة تحقيق.