ماذا سيحدث عندما تفشل المفاوضات؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       قبل الدخول في المفاوضات المباشرة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يتعين توجيه بعض الأسئلة إلى اللاعبين الرئيسيين. يجب أن نسأل نتنياهو ما يلي: ما الذي جعل زعيماً حذراً ومحافظاً مثله يدفع نحو إجراء مفاوضات مباشرة سيضطر خلالها إلى تحديد مواقف واضحة من موضوعات مثل القدس والحدود؟ حتى لو بات يوافق على الحل القائم على دولتين، فمن المشكوك فيه أن يعرض على المفاوض الفلسطيني ما سبق أن عرضه سلفه إيهود أولمرت. هل يعتقد نتنياهو أنه قادر على تلبية التوقعات التي أعربت عنها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بأن يتمكن الجانبان من التوصل الى اتفاق في غضون عام؟

·       إن الفجوة بين مواقف معظم أعضاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ومواقف الفلسطينيين واضحة، وليس هناك ما يشير إلى أنها تقلصت. لماذا، إذاً، دفع رئيس الحكومة نحو إجراء مفاوضات مباشرة؟ لماذا أجبر زعماء، مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، على توظيف رأس مال سياسي كبير في إقناع عباس باستئناف المفاوضات؟ ماذا سيحدث إذا مارس هذان الرئيسان الضغوط على نتنياهو كي يرد المعروف بتقديم تنازلات للفلسطينيين؟

·       والسؤال الذي يجب توجيهه إلى عباس هو: حتى لو أعلنت إسرائيل تجميداً تاماً للبناء في مستوطنات القدس الشرقية، علاوة على إزالة البؤر الاستيطانية غير القانونية، ألن يجد نفسه في موقف حرج؟ إن افتقاره إلى أي تأثير في قطاع غزة، وتحدي "حماس" السافر له، يدلان على مدى ضعفه. ما هي الوعود والضمانات التي منح إياها كي يقوى على تقديم نفسه أنه محارب شجاع من أجل تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني بكل شرائحه؟ هل قيل له إنه إذا عُرض عليه أقل مما عرضه أولمرت، فإنه سيتلقى دعماً دولياً لرفض العرض الإسرائيلي؟

·       سبق أن شارك العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك في عدد من مراسيم افتتاح المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. كما سبق أن استمعا إلى جميع رؤساء الحكومات الإسرائيلية وإلى شخصيات بارزة من الجانبين. وسيكون من المثير للاهتمام أن نعرف ما الذي أقنعهما بتكرار الرحلة الطويلة إلى واشنطن. من أقنعهما وما الذي أقنعهما بأن المفاوضات ستنتهي بشكل مغاير هذه المرة؟ هل من الممكن أن يكون نتنياهو همس شيئاً في أذنيهما أقنعهما بجديته هذه المرة؟

·       يمكن الافتراض أن أوباما منزعج من استطلاعات الرأي التي تشير إلى تراجع التأييد الشعبي له في الولايات المتحدة. ومن شبه المؤكد أنه قلق إزاء النتائج المحتملة لانتخابات الكونغرس التي ستجرى في تشرين الثاني / نوفمبر، ولعله يخشى أن يسفر  الانسحاب من العراق، والانسحاب المتوقع من أفغانستان، عن نتائج مريرة. فهل يعتقد أوباما أن المراسيم الاحتفالية التي ستعقد في أيلول/ سبتمبر ستعدل الكفة في نظر الناخب الأميركي؟ أم أنه "جند" عباس ونتنياهو لتحسين صورته في نظر الناخب اليهودي؟

·       وهناك سؤال يجب توجيهه إلى [وزير الدفاع] إيهود باراك الذي مرّ بالتجربة نفسها في أيلول/ سبتمبر 1999 في شرم الشيخ: هل حذر نتنياهو والآخرين من أن المراسيم الاحتفالية، وتحديد فترة عام للتوصل إلى اتفاق، ليسا كافيين؟ وهل أوصى باراك، بناء على تجربته الخاصة، بإعداد بديل في حال تبين أن الفجوة بين الجانبين تحول دون التوصل إلى اتفاق كامل على القضايا الجوهرية كافة؟

ستكون الأطراف المعنية جميعها على جانب من الحكمة إذا بلورت مخططاً بديلاً، جنباً إلى جنب مع الاستعدادات التي تقوم بها لحفل توقيع الاتفاق في حديقة البيت الأبيض في أيلول / سبتمبر 2011. فمن شأن مخطط كهذا منع الانزلاق إلى انتفاضة ثالثة، وفسح المجال أمام التقدم، على الرغم من الفشل في تحقيق اتفاق شامل بشأن القضايا الجوهرية كافة.