أوباما قادر على تحقيق اتفاق منقوص بين الإسرائيليين والفلسطينيين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لا يُعَدّ باراك أوباما رئيساً عادياً. فمعسكر اليسار ينظر إليه باعتباره يمينياً، في حين ينظر إليه معسكر اليمين باعتباره يسارياً. وعلى صعيد السياسة الداخلية الأميركية، ينتقده البعض لعدم قيامه بخطوات معيّنة، كتأميم البنوك الكبرى ورفع الضرائب على الأغنياء، وبالتالي فشله في تحويل الولايات المتحدة إلى دولة رفاه اجتماعي على غرار الدول الإسكندنافية. من ناحية أخرى، فإن الجانب الآخر من الطيف السياسي يتهمه بأنه رئيس اشتراكي، "وغير أميركي"، وبأنه يخفي نياته بشأن تحويل الولايات المتحدة إلى دولة رفاه اجتماعي على غرار الدول الإسكندنافية.

·       أمّا سياسة أوباما الخارجية فأكثر تعقيداً من ذلك. فمن ناحية، يقوم بسحب القوات الأميركية من العراق، ومن ناحية ثانية، يقوم بتعزيز الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان، ومن ناحية ثالثة، يمد يده للحوار مع إيران، ومن ناحية رابعة، يتبنى عقوبات غير مسبوقة ضدها.

·       على صعيد آخر، انتزع أوباما من [رئيس الحكومة الإسرائيلية] نتنياهو قراراً بتجميد البناء في الضفة الغربية بصورة موقتة. ومن ناحية أخرى، وهذا ما أثار حفيظة اليسار، منح نتنياهو اعترافاً بأنه صادق في سعيه للسلام، بعد أن عرض الأخير على الرئيس (في اجتماع جرى بينهما وجهاً لوجه) رؤيته بشأن اتفاق الوضع النهائي.

·       يعتبر خصوم أوباما مرونته واستعداده للحلول الوسط نقطة ضعف،  والحقيقة هي عكس ذلك، فهو قوي العزيمة، ويسعى للوصول إلى أهدافه بلا كلل، ويلتزم بتعهداته على نحو قلّ نظيره بين السياسيين. كما أن كل القوانين التي بادر إليها أقرها الكونغرس بعد أن قوبلت في البداية بالشك المطلق من المعلقين الذين تكهنوا بأنه سيفشل، تماماً مثلما يتنبأ اليسار الإسرائيلي بفشل المحادثات بين نتنياهو وعباس. غير أن أوباما فاجأ المعلقين، ومضى نحو أهدافه السياسية كالسهم، وحققها. ومع أنه لم يتوصل إلى نجاح بنسبة 100%، إلاّ إنه يهدف فقط إلى نجاح بنسبة 75% ويكتفي به.

·       لو كانت نتيجة المحادثات تتوقف فقط على الإسرائيليين والفلسطينيين، لأمكننا تأبينها منذ الآن. غير أن النتيجة تعتمد على المنظّم، باراك أوباما. وانطلاقاً من فلسفته في تحقيق الإنجازات، سيهدف إلى جعل نتنياهو وعباس يتفقان على صفقة من شأنها أن تكون مغايرة لما اعتدنا عليه حتى الآن، وربما لن نستطيع تسميتها بـ"اتفاق الوضع النهائي"، لكنها ستُحدث بالتأكيد تغييراً جوهرياً في العلاقة بين إسرائيل وفلسطين والعالم العربي.

وها هو أول دليل على ذلك: لقد وضع نتنياهو الحوار بشأن الترتيبات الأمنية، وهي عملية أكثر وتتمتع بفرصة أفضل للنجاح في صلب المناقشات. وما يقوله في الواقع للقيادة الفلسطينية:"إن عمق الانسحاب يتوقف على عمق الأمن". وهذا هو اقتراح جديد قبله أوباما. أما الاقتراح السابق وفحواه:"عمق الانسحاب يتوقف على عمق السلام"، فقد فشل. لديّ ثقة بأوباما، وهو السبب الذي يجعلني متفائلاً.