رهان باراك أوباما
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       في ظاهر الأمر، يبدو توقيت انسحاب الولايات المتحدة من العراق ودعوة الزعيمين المصري والأردني إلى الاحتفال بإطلاق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في واشنطن مجرد مصادفة، لكن من الصعب أن نصدّق أن المسؤولين في البيت الأبيض لا يدركون الانعكاسات الاستراتيجية للانفصال الأحادي الجانب عن العراق على ميزان القوى بين الأنظمة البراغماتية، كالأردن ومصر، وبين القوى الأصولية، بقيادة إيران. إن واشنطن تعتقد أن تحريك العملية السياسية المجمدة بين إسرائيل والفلسطينيين هو المفتاح لتعزيز قوة المحور الموالي للغرب في المنطقة.

·       لم توجَّه الدعوة إلى الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن لإضافة لون إلى وقائع الاحتفال فقط، بل أيضاً سيكونان هناك لتسويق مبادرة السلام العربية التي تعرض على إسرائيل إقامة علاقات طبيعية مع جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، في مقابل انسحابها من كل الأراضي التي احتلتها في حزيران/ يونيو 1967 واقامة دولة فلسطينية مستقلة.

·       إن التجربة المريرة المستمدة من قمة كامب ديفيد في سنة 2000، التي تسبب فشلها باندلاع انتفاضة الأقصى، تدل على أن ما يحيي عملية السلام أو يميتها هو قضية القدس. وحتى الزعيم الفلسطيني و الشخصية الكارزمية ياسر عرفات لم يتجرأ على تقديم أي تنازلات عن الأماكن المقدسة في المدينة. وبعد ذلك بعشرة أعوام، فإن الخلاف بشأن القدس ـ الذي يتمحور هذه المرة حول المطلب الفلسطيني الداعي إلى تجميد البناء اليهودي في الجزء الشرقي من المدينة - يهدد بإحباط قمة واشنطن في سنة 2010.

·       إن أهمية مباركة مصر لعملية المفاوضات نابعة من مكانتها الرائدة في العالم العربي والإسلامي. أما المملكة الأردنية الهاشمية التي حكمت القدس الشرقية حتى حزيران/ يونيو 1967، فهي لا تزال تساهم في الحفاظ على الأماكن المقدسة ـ وتحتج جهاراً على أي محاولة اسرائيلية لتغيير الوضع الراهن. ومن شأن إنشاء الدولة الفلسطينية منح الأردن أيضاً دوراً مهماً في حماية الحدود الجديدة التي ستفصل بينها وبين الدولة الجديدة.

·       في الوقت الذي يتهرب مرشحون ديمقراطيون لانتخابات الكونغرس المقبلة من التقاط الصور مع الرئيس أوباما [لتدني شعبيته]، ليس من المؤكد أن يكون في وسع الدعوة إلى واشنطن تعزيز مكانة أي زعيم عربي. لكن الرئيس مبارك والملك عبدالله لا يمكنهما الاعتذار عن قبول الدعوة، وعليهما الاكتفاء بوعد الرئيس الأميركي بأنه جاد هذه المرة.