المفاوضات المباشرة - امتحان الإدارة الأميركية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       في الأسبوع المقبل، ستبدأ المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وهي ليست مباشرة بالضبط، إذ يجب أن نضيف إلى ذلك أن الأميركيين ينوون أن يكونوا حاضرين على طول الطريق، داخل غرفة المفاوضات نفسها. سيكون [المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط] جورج ميتشل و [وزيرة الخارجية الأميركية] هيلاري كلينتون حاضرين شخصياً. فالأميركيون يدركون أنه يجب عدم ترك هؤلاء الأولاد يلعبون وحدهم، لأن كل شيء سيشتعل بالنار، سريعاً.

·       الاحتمال الأكبر للانفجار ينتظر الطرفين بدءاً من الشهر المقبل، في 26 أيلول/ سبتمبر، موعد انتهاء سريان تجميد البناء في المناطق [المحتلة]. هذا هو اليوم الذي من المفترض أن تباشر الجرافات العمل، واليوم الذي من المفترض أن يقلب [رئيس السلطة الفلسطينية] أبو مازن الطاولة وينسحب من المحادثات. وما يعنيه ذلك هو أن [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو يجلس على قنبلة موقوتة، وأن هذه المفاوضات لن تعمّر طويلاً وستنتهي قبل نهاية الصيف.

·       لكن هل هذا الأمر مؤكد؟ من الصعب أن نفترض أن الأميركيين سيسمحون بحدوثه. إن مهزلةً على غرار إجراء افتتاح دراماتيكي للمفاوضات، ثم نسفها بصورة لا تقل دراماتيكية عن ذلك خلال أقل من شهر، يمكن أن تقضي نهائياً على صورة الأميركيين كطرف ناضج ومسؤول يعرف ماذا يفعل في المنطقة.

·       لذا من المتوقع أن يضطر الرئيس أوباما إلى التدخل شخصياً، وإلى إبقاء أبو مازن في المحادثات، مهما يكلف الأمر. سيطلب منه الانتظار حتى انتهاء انتخابات الكونغرس بعد شهر ونصف الشهر، قائلاً: امنحني هذه الفترة إذا كنت ترغب في وقوف أميركا إلى جانبك، وإذا كنت ترغب في تحقيق تعهدي الرئاسي بإقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء خلال عامين، أما إذا نسفتَ المحادثات الآن، فستجعل الإسرائيليين يبدون محقّين في نظر العالم، وستبدو أنت الطرف الرافض [للسلام]. وسيفعل أبو مازن ما هو متوقع منه. سيتلقى الانتقادات الداخلية، وسيصرّ أسنانه، وسيبقى.

·       فيما يتعلق بانتهاء سريان تجميد البناء في المستوطنات، وعلى الرغم من أن وزراء الليكود يتنافسون في إطلاق التصريحات الداعية إلى استئناف البناء، فإن القرار في هذه المسألة موجود عملياً في يد وزير الدفاع إيهود باراك، لأنه، بصفته وزيراً للدفاع، مسؤول عن المناطق [المحتلة]، وتحتاج كل مناقصة، أو مصادقة على البناء إلى توقيعه. وهو ببساطة لن يصادق على المناقصات الجديدة. هناك مستوطنون سبق أن حصلوا على التراخيص اللازمة كافة، وهؤلاء يمكنهم البدء بالبناء، بشكل متقطع وغير منتظم. أما البناء المكثف والحقيقي، الذي يمكن تصويره من الجو، فيحتاج إلى مصادقة باراك.