سيتعين على رئيس هيئة الأركان العامة المقبل التعامل إما مع حالة سلام وإما مع حالة حرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       من الواضح أن التزامن بين إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تعيين اللواء يوآف غالانت في منصب رئيس هيئة الأركان العامة المقبل للجيش الإسرائيلي، وإعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشأن عقد قمة السلام المقبلة في واشنطن، كان مصادفة بحتة. لكن إذا فاجأت المفاوضات المباشرة الجميع، وأسفرت عن اتفاق سلام مع الفلسطينيين، فسيكون التحدي الرئيسي الذي سيواجه قائد الجيش الجديد هو استبدال القرص الصلب (hard disk) للجيش الإسرائيلي [أي إحداث تغييرات جوهرية في تفكير الجيش] ولرئيس الأركان نفسه. فالضابط الذي لم ير الفلسطينيين إلا من خلال فوهة البندقية سيتعين عليه أن يتحدث إلى جنرالاتهم كشركاء على قدم المساواة. كذلك على غالانت الذي كان مسؤولاً عن منطقة القتال على طول حدود قطاع غزة أن يحضّر جنوده لانسحاب كبير من الضفة الغربية.

·       إن الضجة العارمة التي ثارت في أعقاب خطة فك الارتباط مع قطاع غزة (التي شارك غالانت في إعدادها في حينه بحكم منصبه سكرتيراً عسكرياً لرئيس الحكومة أريئيل شارون)، وإخلاء المستوطنات من قطاع غزة (الذي نفذته قيادة المنطقة الجنوبية التي يترأسها حالياً)، ستبدو أشبه بنزهة مقارنة بالانسحاب من مدينة الخليل. لكن من ناحية أخرى، إذا ما انتهت قمة واشنطن كما انتهت كل القمم السابقة، فسيتعين على غالانت التعامل إما مع إعلان قيام دولة فلسطينية من جانب واحد (وفقاً لخطة رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض)، وإما مع إعادة احتلال الأراضي [المحتلة] كلها بعد انهيار السلطة الفلسطينية.

في كل الأحوال، لن يجد غالانت حتى محللاً واحداً في مجال الاستخبارات العسكرية يعتقد أنه يمكن الاستمرار في حالة اللاسلم واللاحرب من خلال سياسة إدارة الصراع حتى نهاية فترة ولايته كرئيس للأركان. وإذا لم يكن هو رئيس الأركان الذي سيتصالح مع الفلسطينيين، فسيكون رئيس الأركان الذي سيقود المعركة على الجبهة الشرقية، وربما ليس فقط على هذه الجبهة: سيجد غالانت على مكتبه ملفات ملحة تحمل عناوين إيران، وحزب الله، وسورية، والجهاد العالمي. ومن شأن التوصل إلى اتفاق، أو الوصول إلى أزمة، مع الفلسطينيين، أن يؤثر بشكل كبير في كل واحد منها.