الإدارة الأميركية باتت أكثر تفهماً لمواقف إسرائيل إزاء إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن الخلاصة الأولية لنتائج المحادثات التي أجراها مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إسرائيل، هذا الأسبوع، ترسم الصورة التالية: لأول مرة يبدي الأميركيون تفهماً أكبر للمواقف الإسرائيلية إزاء إيران، وذلك بتأثير من سلوك النظام في طهران منذ أحداث الانتخابات الرئاسية هناك في حزيران/ يونيو الفائت. وقد أصبحت الولايات المتحدة أكثر تشككاً من السابق إزاء احتمالات نجاح الحوار الدبلوماسي، بل حتى العقوبات الشديدة بعد فشل الحوار، في جعل الإيرانيين يحيدون عن هدفهم.

·      مع ذلك، فإن الإدارة الأميركية لا تزال تعارض بحزم قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد إيران في الوقت القريب. في الوقت نفسه، فإن الوعود التي تنثرها الولايات المتحدة فيما يتعلق بتوفير "مظلة دفاعية" لإسرائيل في حال نجاح إيران في إنتاج قنبلة نووية، لا ترضي حكومة بنيامين نتنياهو.

·      تجدر الإشارة إلى أن محادثات المسؤولين الأميركيين الكبار جرت مباشرة بعد اشتراك طائرات مقاتلة من الولايات المتحدة وإسرائيل في مناورات حملت اسم "علم أحمر" في قاعدة "نيليس" التابعة لسلاح الجو الأميركي في نيفادا. وقد شملت هذه المناورات، ضمن أشياء أخرى، قيام طائرات أميركية بتزويد طائرات إسرائيلية بالوقود أثناء التحليق في الجو.

·      وكانت إيران، إلى جانب استئناف المفاوضات في المسار الفلسطيني، في صلب محادثات وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي الأميركي، جيمس جونز. وعلى ما يبدو، فإن الإدارة الأميركية أصبحت تعي جيداً أن إيران تواصل التقدم في طريق امتلاك أسلحة نووية، وإنها يمكن أن تجتاز، في أواسط سنة 2010، عتبة مصيرية أخرى في هذه الطريق، وهي امتلاك القدرة على قصف منشآت نووية.

·      كما يبدو أن التصريحات المتكررة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، والتي تؤكد أن الخيارات كلها، بما في ذلك شن هجوم عسكري، لا تزال مدرجة في جدول الأعمال، تخدم الأميركيين. فهي تتيح للرئيس أوباما إمكان أن يلوّح بالعصا الإسرائيلية كوسيلة لدفع الإيرانيين نحو الحوار، وربما نحو تقديم تنازلات.

·      وقد نشر جون بولتون، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة خلال فترة ولاية الرئيس جورج بوش، مقالة هذا الأسبوع، في صحيفة "وول ستريت جورنال"، أكد فيه أن مهمة الوزير غيتس هي إقناع إسرائيل بعدم مهاجمة إيران، لكن يتعين على إسرائيل أن تقرر هذا الأمر بنفسها قريباً. وأضاف أنه في حال اتخاذ إسرائيل قراراً بمهاجمة إيران في نهاية العام الحالي، فإن الأمر لن ينطوي على أي مفاجأة. كما ادعى أن هناك عبئاً كبيراً ملقى على كاهل إسرائيل في هذا الشأن، وأنه من دون هجوم كهذا "يجب أن نبدأ بالاستعداد لتحوّل إيران إلى دولة نووية". إن السؤال المطروح بناء على ذلك هو: هل ينذر مقال بولتون بما هو آت؟ ليس بالضرورة.