الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل الإجراءات العقابية ضد إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أجرت إسرائيل والولايات المتحدة، خلال الأيام القليلة الفائتة، محادثات تنسيق فيما بينهما بشأن الموضوع النووي الإيراني. وعرض الفريق الأميركي، برئاسة مستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز، أمام المحاورين الإسرائيليين أفكار الإدارة الأميركية فيما يتعلق بفرض عقوبات جديدة على طهران، في حال لم يستجب النظام الإيراني لاقتراح أوباما بشأن الحوار قبل انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر أيلول/ سبتمبر المقبل.

وستستهدف العقوبات الجديدة، بصورة رئيسية، قطاع الطاقة الإيراني، والغاية من ذلك هي الحد من تصدير المنتجات النفطية المكررة إلى إيران بدرجة مهمة. وعلى الرغم من امتلاك إيران احتياطاً هائلاً من النفط الخام، فإن قدراتها في مجال تكرير النفط محدودة جداً، وهي مضطرة إلى استيراد المنتجات النفطية المكررة كالبنزين. وأوضح الأميركيون أن مشروع قانون السيناتور جو ليبرمان الذي يهدف إلى الحد من مبيعات المنتجات النفطية المكررة لإيران قد اكتمل تقريباً، وأن 67 من أعضاء مجلس الشيوخ وقّعوهبالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأميركيين معنيون بفرض عقوبات مالية على إيران، كحظر التأمين على الصفقات التجارية معها، الأمر الذي سيضع صعوبات أمام تجارتها الخارجية مع البلدان الأخرى. كما يريدون فرض عقوبات على أي شركة تتاجر مع إيران.  

وفي المرحلة التالية، ستجري دراسة عقوبات أكثر صرامة، كمنع السفن الإيرانية من الرسو في موانئ الدول الغربية، الأمر الذي سيضع التجارة الإيرانية أمام صعوبات جمة، وفي مرحلة لاحقة، يجري منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في المطارات الغربية.

وقد عُقدت محادثات "مجموعة العمل في الموضوع الإيراني" يومي الأربعاء والخميس، وترأس الفريق الاسرائيلي مستشار الأمن القومي عوزي أراد، وشارك فيه كل من رئيس الموساد مئير داغان، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين، ومدير لجنة الطاقة الذرية شاؤول حوريف، ومندوب من وزارة الدفاع، ورئيس الدائرة الاستراتيجية في وزارة الخارجية ألون بار.

وبالإضافة إلى الجنرال جونز، ضم الفريق الأميركي كلاً من مستشار الرئيس الخاص دنيس روس، ونائب وزيرة الخارجية للشؤون السياسية وليام بيرنز، والمسؤول عن مراقبة التسلح وحظر الانتشار النووي في البيت الأبيض غاري سيمور. كما التقى جونز والمسؤولون الأميركيون كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي.

وقال الأميركيون أنهم يتوقعون رداً من إيران على اقتراحهم بشأن الحوار قبل انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي حال لم يتم الحصول على رد مرضٍ من إيران، ستعمل الولايات المتحدة، كما أكد الأميركيون، على بلورة تحالف دولي لفرض عقوبات صارمة عليها.

وكانت إحدى الرسائل التي جرى تبليغها للإسرائيليين أنه في حال عارضت روسيا والصين العقوبات في مجلس الأمن، فإن الولايات المتحدة ستعمل مع الاتحاد الأوروبي على فرض "عقوبات مستقلة" على إيران، خارج إطار الأمم المتحدة.