ينبغي تجنيد العرب في إسرائيل وإزالة الحواجز ونقاط التفتيش
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      مضت تسعة أشهر على المفاوضات العقيمة التي لم تكن ستؤدي إلى أي مكان. فالجميع كان يعلم قبل بدء المفاوضات، أن محمود عباس لا يمثل جميع الفلسطينيين ولا يستطيع صنع السلام باسمهم. ومحمود عباس نفسه كان مدركاً لهذا الأمر، فلم يكن مستعداً لأي التزام ولأي تنازل. فقد ماطل بكل بساطة وترك جون كيري يقوم بزياراته المكوكية في محاولة عبثية لإحراز اتفاق. وهكذا، تخلّى كيري عن محاولة التوصل إلى توافق حول إطار اتفاق السلام، ومن شدة يأسه في نهاية المطاف، حاول على الأقل التوصل إلى اتفاق حول مواصلة المحادثات العقيمة.

·      فكلّ ما كان آيلاً إلى الفشل انتهى بالفشل فعلاً. وسيخيب أمل كلّ من يعتقد أنه في أعقاب اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، سيصبح عباس جاهزاً الآن، لتقديم تنازلات رفض تقديمها سابقاً. وعليه، آن الأوان للتركيز على إحراز تقدم في السلام بين اليهود والفلسطينيين.

·      والخطوة الأولى المطلوبة والأكثر أهمية هي تطبيع العلاقات بين اليهود والفلسطينيين الذين يعيشون في دولة إسرائيل. فقد قطعنا شوطاً طويلاً منذ حرب الاستقلال [1948]، التي كانت حرباً حتى الموت بين اليهود والعرب.

·      فالفلسطينيون في إسرائيل، الذين خضعوا طيلة 16 عاماً للحكم العسكري في أعقاب الحرب [1948]، هم اليوم مواطنون بكل معنى الكلمة، وهم متساوون في الحقوق مع المواطنين اليهود في  إسرائيل. ومع ذلك، فإن غالبيتهم لا تؤدي الواجبات المنوطة بالمواطنة الإسرائيلية: أي واجب الدفاع عن الدولة. وهكذا، يُقفل العديدُ من الفرص الاقتصادية في إسرائيل في وجه من لا يؤدي هذا الواجب [الخدمة العسكرية الإلزامية]. وإذا كنا نريد لمواطني إسرائيل الفلسطينيين الاندماجَ الكاملَ في المجتمع الإسرائيلي والتكافؤَ في الفرص، فعلينا أن ندرك أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال التكافؤ في الواجبات لجميع مواطني إسرائيل.

·      ولقد اتخذت خطوات مهمة في هذا الشأن، فالدروز يخدمون في الجيش الإسرائيلي منذ أعوام. وهناك بدو يتطوعون للخدمة العسكرية في إطار الكتيبة البدوية العاملة في النقب، كما يتطوع عرب مسيحيون للخدمة في الجيش الإسرائيلي. بيد أن هناك الكثير الذي ينبغي فعله حتى يصبح جميع مواطني إسرائيل شركاء في حمل عبء الدفاع عن الدولة. ويرسم الارتفاع المتزايد في عدد المسيحيين الذين يتطوعون للخدمة في الجيش الإسرائيلي، واحتجاجات بعض السياسيين العرب، خطاً واضحاً بين العرب الراغبين في الاندماج في المجتمع من جهة، والسياسيين الراغبين في إبقائهم طائفة منعزلة داخل هذا المجتمع من جهة ثانية.  

·      وهناك إشارات تدلّ على أن عدد الفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين الراغبين في الانخراط الكامل، في تزايد. ومن شأن سياسة حكومية فاعلة هادفة لانخراطهم وتقضي أساساً بإلزام جميع مواطني الدولة بالخدمة العسكرية، أن تشكل خطوة مهمة في اتجاه السلام الحقيقي بين اليهود والفلسطينيين.

·      كما يسع إسرائيل أن تقوم بأشياء كثيرة من أجل الفلسطينيين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، من خلال تحسين وضعهم الاقتصادي، فكل تغيير يصبّ في خدمة اقتصادهم هو خطوة نحو السلام ويبعدهم عن الإحباط والعنف. وإنشاء مشاريع اقتصادية إسرائيلية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] سيوفر فرص عمل لعشرات آلاف الفلسطينيين، ويؤدي بالتالي إلى تدفق المال لاقتصادهم. ومن شأن الحوافز لإقامة مشاريع من قبل إسرائيليين وفلسطينيين، أن تنعش مستوى حياة الفلسطينيين.

·      وتشكل الحواجز ونقاط التفتيش على الطرق التي يسلكها الفلسطينيون في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] مصدر إزعاج ومعاناة لهم. وعليه، ينبغي درس إمكانية خفض عددها وتقليص الوقت الضروري لاجتياز الحاجز أو نقطة التفتيش. كما أنه آن الأوان للبدء في إزالة الجدار القبيح [جدار الفصل الإسرائيلي]، على امتداد أرض إسرائيل، والذي يغضب اليهود والفلسطينيين على السواء.