اجتمع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل بوزير الدفاع إيهود باراك أمس. وعقب الاجتماع وصف ميتشل التوتر الذي نشب بشأن قضية البناء في المستوطنات والقدس الشرقية بأنه خلافات في الرأي بين أصدقاء، وشدد على أن "الأمر لا يتعلق بخصام". وقال إن الاجتماع تناول عدة موضوعات تتعلق بالرغبة في التوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط، بين إسرائيل وفلسطين، وإسرائيل وسورية، وإسرائيل ولبنان، وإلى تطبيع العلاقات بين دول المنطقة كافة.
وأضاف: "هذه هي الرؤية الشخصية للرئيس أوباما، وهي ما يسعى لتحقيقه. ومن أجل تحقيق ذلك، طلبنا من الأطراف صاحبة العلاقة كلها أن تقوم بخطوات معينة. لقد عقدنا لقاءات مع عدد من القادة العرب، وطلبنا منهم القيام بخطوات مهمة لتطبيع العلاقات. إنني أنوي الذهاب إلى رام الله للقاء القيادة الفلسطينية، وسأطلب منها القيام بخطوات لتحسين الأوضاع الأمنية، والامتناع من التصريحات أو الأفعال التي تضع صعوبات أمام نجاح المفاوضات".
ورحّب وزير الدفاع بمهمة ميتشل الرامية إلى الدفع قدماً نحو اتفاق إقليمي، مع التشديد على المسار الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وقال: "نحن على استعداد للمساعدة في ذلك، مع المحافظة على مصالحنا الحيوية. نحن نفهم حاجات الشركاء، كما أننا، من دون شك، بحاجة إلى خبرة ميتشل وحكمته من أجل محاولة تحقيق ذلك".
وخلال اللقاء مع وزير الدفاع، حاول ميتشل التوصل إلى صيغة تسمح، من جهة، بالتوصل إلى تعهد إسرائيلي بتجميد البناء في المستوطنات، ومن جهة أخرى، بالبدء بمفاوضات سلام إقليمية تشمل سورية ولبنان والدول العربية ("معاريف"، 27/7/2009). ولم يُحَلّ الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن هذه المسألة بعد.
ويشمل أحد المقترحات الجاري دراستها بجدية بين الطرفين، تعهد إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات بصورة موقتة، وبموازاة ذلك، تعهد من جانب الدول العربية بالقيام بخطوات تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، على أن يوضع هذا التعهد في عهدة الأميركيين. بالإضافة إلى ذلك، يميل الأميركيون إلى الموافقة على الموقف الإسرائيلي الذي يقول إن من المحال إيقاف البناء الذي سبق أن بُدىء به في المستوطنات. وتصر إسرائيل من جانبها على أن البناء في المستوطنات لن يجمَّد ما لم يترافق ذلك مع خطوات تطبيع للعلاقات معها من جانب الدول العربية.
وفي إثر اجتماع ميتشل بباراك، أعلنت سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل أن ميتشل غيّر برنامج زيارته وذهب فجأة في زيارة لمصر، وذلك بناءً على طلب من الرئيس المصري حسني مبارك ("هآرتس"، 27/7/2009). وأعلن الناطق بلسان السفارة أن ميتشل سيعود إلى إسرائيل في ختام لقائه الرئيس المصري.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعربت خلال لقاء مع وزراء خارجية أوروبيين قبل نحو أسبوع، عن تقديرات فحواها أن إسرائيل والولايات المتحدة أصبحتا قريبتين من التوصل إلى تفاهمات جديدة توافق إسرائيل في إطارها على تجميد موقت لمعظم أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية ("هآرتس"، 26/7/2009). غير أنه لا يُتوقَّع إعلان هذا الأمر خلال زيارة ميتشل الحالية.
وقال مصدر مقرب من إيهود باراك إنه "إذا تم الاتفاق على تجميد موقت للبناء في المستوطنات، فإن هذا الأمر سيتم في إطار صفقة أشمل وأوسع". وقد توافقت القدس وواشنطن على عدم نشر إعلان بشأن هذا الاتفاق قبل بلورة رزمة شاملة من الخطوات التي سيقوم بها كل من إسرائيل والدول العربية والسلطة الفلسطينية.