الأميركيون يقترحون إطاراً لعناصر حل جزئي وليس صيغة شاملة له
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • نستطيع من خلال الكلام المهم الذي قاله الرئيس أوباما في الندوة التي أقامها مركز صبّان، أن نفهم سبب تفاؤل وزير الخارجية الأميركي كيري. فمن الواضح اليوم أن الهدف ليس حمل الطرفين على توقيع اتفاق دائم بعد أربعة أشهر، مع كل تفاصيله وملاحقه، بل التوصل إلى ما هو أكثر تواضعاً ويعتقد كل من أوباما وكيري أن بالإمكان تحقيقه برغم المدة الزمنية القليلة الباقية.
  • يتحدث أوباما عن إطار يضع فيه الطرفان كل ما جرى الاتفاق عليه بينهما حتى ذلك الحين، من دون انتظار الاتفاق على جميع التفاصيل الأخرى. وبهذه الطريقة يمكن في الربيع المقبل أي بعد مرور تسعة أشهر، تقديم جزء من عناصر Puzzle. وسيكون هذا بمثابة تجديد في السياسة، ويمكن أن يشكل إنجازاً دبلوماسياً لإدارة أوباما في علم السياسة.
  • يبدو أنه ليس هناك ما يمنع محاولة التوصل إلى هذا الأمر الجزئي الذي لا يشكل تماماً إطاراً للحل ولا اتفاقاً موقتاً، وبالتأكيد لا يشكل اتفاقاً دائماً. وهنا يطرح السؤال: هل سيوافق الطرفان على أن تُنشر علناً تفاهماتهما، حتى لو كانا يعتقدان بعدم وجود توازن في ما بينهما؟ فعلى سبيل المثال، في حال جرت الموافقة على الترتيبات الأمنية من دون الاتفاق على موضوع اللاجئين، قد يدعي الفلسطينيون أنه لا يمكن نشر ذلك لأنه يلائم إسرائيل فقط.
  • من المحتمل أنه في ظل الظروف الراهنة حيث لا تزال حكومة إسرئيل بعيدة جداً عن الإجماع الدولي بشأن الاتفاق الدائم، ولا يزال الفلسطينيون غير قادرين على جلب غزة وحركة "حماس" إلى طاولة المفاوضات للموافقة على الاتفاق، وجدت الإدارة أن أسلوب puzzle هو الطريق الأسهل للسير ضمن حقل ألغام العملية السياسية.
  • يقود زعيما المنطقة نتنياهو وعباس عملية سياسية كثيرون لا يؤمنون بنجاحها، وهناك كثيرون آخرون مستعدون للقيام بكل ما من شأنه إفشالها. ففي الجانب الفلسطيني هناك من يعتقد أن المفاوضات مع حكومة يمينية إسرائيلية تضعف قدرة الصمود الفلسطينية، وتشل النشاط الدولي للزعامة الفلسطينية، لذا يجب وقفها.
  • في المقابل، يواجه نتنياهو الصقور داخل حزبه، وهو مضطر أيضاً للإصغاء إلى كلام وزير خارجيته الجديد- القديم ليبرمان، الذي يبدو مستعداً لأن يشرح لكل من يريد الاصغاء إليه بأن شيئاً لن يحدث، وأنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق (ولكنه ينسى تفسير أن السبب يعود إلى أن المواقف المشابهة لمواقفه هي التي تمنع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق).
  • لا يعلق العالم أهمية كبيرة على تقديرات ليبرمان على الرغم من كونه وزير خارجية إسرائيل، لكن كلامه يزيد من الشعور بأن إسرائيل ليست مهتمة بحل النزاع، ولا تدرك ما يدركه أوباما ألا وهو أنه من دون حل ستفقد إسرائيل قريباً هويتها اليهودية الديمقراطية.