نتنياهو في مركز صبّان: مساعي تحقيق السلام مع الفلسطينيين لن تنجح إذا أصبحت إيران دولة نووية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

ألقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطاباً أمام المؤتمر السنوي الذي أقامة مركز صبّان لدراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينغز، قال فيه إنه ينتظر تسوية تاريخية لإنهاء النزاع مع الفلسطينيين، وأضاف "إن المساعي التي تبذل مع السلطة الفلسطينية لن تنجح إذا استطاعت إيران الحصول على القنبلة النووية".

وجاء كلام نتنياهو بعد يوم على مشاركة الرئيس باراك أوباما في هذا المؤتمر حيث حاول اقناع الحاضرين بأن الاتفاق الموقت مع إيران اتفاق جيد.

ومما قاله نتنياهو في خطابه: "أشكر أوباما على التزامه بتعهدات التحالف الذي بيننا. فهو دائماً يقول إن من حقنا الدفاع عن أنفسنا، وهذا اعتراف مهم ومؤثر. ومما لا شك فيه أن التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي بيننا قد بلغ مستوى غير مسبوق. لكن الرئيس أوباما يدرك أن الدولة اليهودية تستند إلى الديمقراطية أكثر من أي دولة أُخرى، وأنها موجودة في محيط معاد لها. بالطبع لدينا وجهات نظر مختلفة، لكننا نتبادل الآراء مثلما يجري بين الأصدقاء".

وأضاف: "يمر الشرق الأوسط بعاصفة لا مثيل لها، وثمة أمر واحد واضح هو أن النزاع مع الفلسطينيين ليس مصدر جميع المشكلات. لقد أثبتت الوقائع ذلك في إيران، وظهرت في المأساة السورية، والتوتر السّني- الشيعي، والتطرف الإسلامي، والتوتر في إفريقيا الشمالية. إن السلام مهم وضروري قبل كل شيء بالنسبة لإسرائيل وللفلسطينيين، كما أن تحقيق السلام القابل للحياة هو هدف الحكومة. وأنا مستعد لاتخاذ قرارات صعبة من أجل تحقيق السلام، وأنتظر تسوية تاريخية تنهي النزاع".

وتابع نتنياهو: "المطلوب اعتراف فلسطيني بحق الشعب اليهودي بدولته. لقد وافقنا على فكرة دولة فلسطينية منذ قرار التقسيم، والفلسطينيون هم الذين رفضوا ذلك. وخلال 20 عاماً منذ اتفاق أوسلو، وفي كل مرة اقترحنا فيها حل الدولتين واصلوا رفضهم. هناك مجموعة من رؤساء الحكومات الذين اقترحوا تسويات تاريخية، لكن ذلك لم ينفع".

وأضاف: "نحن نوافق على دولة فلسطينية، ومن حقنا الحصول على اعتراف بدولتنا القومية، فنحن موجودون في المنطقة منذ أربعة آلاف سنة. أنا لا أخدع نفسي، فكل سلام سيكون في البداية سلاماً بارداً وسيضطر لمواجهة موجات من الإرهاب والتطرف مثل إيرن التي ستحاول تقويض السلام. إن المساعي الجيدة من أجل تحقيق السلام مع السلطة الفلسطينية لن تنجح إذا استطاعت إيران الحصول على القنبلة النووية".

وشدد نتنياهو على الارتباط بين الخطر الذي تشكله طهران والموضوع الفلسطيني قائلاً: "إذا حصل الإيرانيون على القنبلة النووية، فإن كل المفاوضات لن تؤدي إلى نتيجة لأن السلاح النووي الذي سيكون بيد إيران سيقوض مساعي السلام. إن النظام الإيراني يسعى إلى القضاء علينا، وفي رأيي يجب أن تشمل محادثات جنيف مطالبة صارمة بتغيير هذه السياسة الإيرانية".

وأضاف: "يتعين على العالم ألا يقبل بتحول إيران إلى دولة عظمى نووية. ويجب اتخاذ الخطوات التي تبقي على العقوبات حتى تقوم إيران بالتخلص من أجهزة الطرد المركزي، وتوقف بناء مفاعل أراك ومشروعها للصواريخ الباليستية".

واستناداً إلى كلامه: "الحل الدبلوماسي أفضل من الحل العسكري، لكن الخيار العسكري ضروري لنجاح المساعي الدبلوماسية. وما يبدو مستحيلاً اليوم قد يصبح ممكناً غداً. لقد علمتنا التجربة أن نكون حذرين تجاه كل من يتحدث عن القضاء علينا".

الرسالة التي حملها خطاب نتنياهو واضحة وهي أن العلاقات الإسرائيلية- الأميركية مهمة وثابتة. وفي ظل الأوضاع الخطيرة للمشروع الإيراني، يجب السعي إلى اتفاق أفضل مع إيران.