· تحل في نهاية هذا الأسبوع، ذكرى مرور عامين على حرب لبنان الثانية. لقد كان قرار شن تلك الحرب خطأً، من النواحي جميعها تقريباً. وفي كل الأحوال، فإن أضرارها على الدولة والجيش الإسرائيليين هائلة، فما بالك بالنسبة إلى عائلات السكان والجنود الـ 158، الذين قتلوا خلالها؟
· ربما يقول قائل إن ما حدث كان جيداً، إذ جعل كثيراً من المواطنين والقادة العسكريين يدركون، مرة واحدة وإلى الأبد، أننا غير متفوقين على أحد، ولا نملك الجيش الأقوى في العالم، وأن قادتنا السياسيين ليسوا صنو الكمال، وأن في إمكاننا أن نخسر ونفشل، لا أن ننتصر فقط. ربما نستحق مثل هذه الضربة، لكن يبقى السؤال: ما هو ذنب الضحايا؟
· لا شك في أن هذه الذكرى هي مناسبة جيدة للتفكير في مكانة إسرائيل، وفي وضع الجيش الإسرائيلي، ذلك بأن حرب لبنان الثانية التي لم يكن لها لزوم لم تُبعد الحرب المقبلة، بل ربما فعلت العكس.
· في إمكان الرئيس الأميركي جورج بوش أن ينهي ولايته بهدوء، إذ لن يتم التوصل إلى سلام مع سورية. وعلى ما يبدو، لن يتم التوصل إليه أيضاً في فترة باراك أوباما (أو جون ماكين، إن شئتم)، لأن السلام مع سورية غير مرهون بالولايات المتحدة، ولا حتى بسورية نفسها. وحتى الآن، لم يظهر قائد في إسرائيل يستطيع أن يقول ما بتنا جميعاً ندركه غير أننا ننكره، وهو أنه لا يمكن التوصل إلى سلام كهذا من دون إعادة هضبة الجولان إلى السوريين. ولا بد من حدوث ذلك كي يحل السلام.