في الذكرى السنوية الثانية لحرب لبنان: المجلس الوزاري المصغر يبحث في تعاظم قوة حزب الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يلتئم المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية اليوم (الأربعاء) لبحث الأوضاع في الجبهة الشمالية، وخصوصاً تعاظم قوة حزب الله في جنوب لبنان. وسيعرض رؤساء المؤسسة الأمنية في الاجتماع الذي دعي الوزراء إليه بصورة مستعجلة، النشاطَ العسكري لحزب الله ووضع ترسانته الصاروخية. وستُطلع وزارة الخارجية الوزراء على آخر مستجدات الاتصالات مع الأمم المتحدة بشأن إمكان زيادة فاعلية وتعزيز نشاط قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، في إطار انتدابها الحالي.



وعلى أعتاب انعقاد مؤتمر بلاد البحر الأبيض المتوسط الذي سيفتتح الأحد المقبل في باريس، تحدث وزير الدفاع إيهود باراك أمس مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وقال له إن إسرائيل "لا يمكنها التسليم بالقضم المتواصل والمتنامي الذي يتعرض له القرار 1701، ولا بنقل الأسلحة [إلى لبنان] الذي يمس التوازن الدقيق على الحدود الشمالية". وقال أيضاً إن إسرائيل تتوقع من فرنسا العمل على وقف نقل الأسلحة من سورية إلى حزب الله، وإنه يتوجب على قوات اليونيفيل تصعيد نشاطها ضد تسلح حزب الله.



وفي موازاة ذلك، قامت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أمس بجولة على الحدود الشمالية برفقة نظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني، وقالت له:"هناك الآن فرصة لنزع سلاح حزب الله ولا يجوز تفويتها". واشترك في الجولة أيضاً رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي، اللواء أمير إيشيل، الذي قال لفراتيني إن "حزب الله يتحايل على اليونيفيل كي يعزز قوته جنوبي الليطاني". وتحاول إسرائيل منذ الأشهر القليلة الفائتة توسيع نطاق أوامر فتح النار التي تعمل اليونيفيل بموجبها بحيث يصبح في إمكان جنود الأمم المتحدة القيام بعمليات تفتيش في المنازل بجنوب لبنان. وبحسب رأي إسرائيل فإن اليونيفيل تعطي تفسيراً "مقلصاً" للانتداب الممنوح لها.



ويأتي النقاش الذي سيعقده المجلس الوزاري المصغر في فترة حساسة يجري فيها تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله ("يديعوت أحرونوت"، 9/7/2008)، وقد أعربت مصادر أمنية عن تقديرات فحواها أن توقيت النقاش لن يتسبب بنسف الصفقة. وذكرت مصادر سياسية في القدس أن نافذة الفرص السياسية التي يوفرها انعقاد مؤتمر بلاد البحر الأبيض المتوسط في باريس خلال الأسبوع المقبل هي العامل الرئيسي وراء المحاولة الإسرائيلية الحالية. وأضافت أن إسرائيل تنسق الجهود من أجل توسيع انتداب اليونيفيل، وأن الغاية من المحاولة الإسرائيلية هي وقف تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية - اللبنانية، ومنع سيطرة حزب الله مجدداً على جنوب البلد.



وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتينى خلال لقائه رئيس الدولة شمعون بيرس إن إيطاليا تنوي الدفع نحو إجراء مفاوضات سلمية مباشرة بين إسرائيل ولبنان، وعرض خدماتها كوسيط في المفاوضات ("يديعوت أحرونوت"، 8/7/2008). وأضاف قائلاً: "أمامنا نافذة فرص نادرة وعلينا استغلالها. ليس هناك سبب يمنع إسرائيل من بدء مفاوضات سلمية مع دول الجوار كلها، بما في ذلك لبنان". وذكر وزير الخارجية الإيطالي أنه ينوي نقل هذه الرسالة إلى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بعد تأليف الحكومة الجديدة مباشرة.