أوباما خاطب الجميع، باستثناء الإسرائيليين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      إن الحوار الذي عقده الرئيس الأميركي باراك أوباما مع مجموعة من الزعماء اليهود في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الفائت، انطوى على تحذير مبطن فحواه أن إسرائيل قد تفقد المكانة الخاصة التي تتمتع بها في الولايات المتحدة. وفي الحقيقة، فإن الحوار بيننا وبين أوباما ليس ودياً كالحوار الذي كان بيننا وبين جورج بوش الابن. إن أوباما يطمح إلى تسريع العملية السياسية، ويتصرف كأن الأمور كلها تبدأ وتنتهي عند مسألة ما إذا كانت إسرائيل ستجمد البناء في المستوطنات أم لا.

·      نظراً إلى أنه لا يوجد شريك جدي للمفاوضات في الجانب الفلسطيني، من الصعب أن نتحمس لتفاؤل أوباما الذي يتوقع تسوية سلمية سريعة، ليس مع الفلسطينيين فحسب، بل مع سورية أيضاً. وهذا التفاؤل يذكّرنا بشخصية غونزالس السريع Speedy Gonzales   في أفلام الكرتون.

·      سنة 2010 على الأبواب، وسيذهب خلالها مجلس النواب بكامله، وكذلك ثلث مجلس الشيوخ، إلى الانتخابات. إن نحو 20% من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين هم من اليهود، كما أن الجمهوريين الذين خسروا الأغلبية في المجلسين يبحثون عن طريقة لاستعادتها. لن يكون موضوع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين مؤثراً في هذه الانتخابات، وسيتم الحكم على الرئيس أوباما بناءً على المشكلات الداخلية، كالاقتصاد، والبطالة، وانهيار صناعة السيارات، إلخ... وهناك عدد لا بأس به من اليهود المتضررين من هذه الأوضاع، وسيحكمون على أوباما بناءً على نجاحه، أو عدم نجاحه، في إنقاذ أميركا من الأزمة الاقتصادية والمالية.

هناك شيء ما ساذج، إن لم نقل مثير للغيظ، في سياسة الحوار التي يتبعها أوباما، وفي المحطات التي اختارها في جولاته للتحدث عن القضية المتعلقة بنا. فقد ألقى خطاباً في تركيا، وآخر في مصر، وتحدث أمام طلبة في السعودية، وباريس، وبريطانيا، وغانا، وأستراليا، والمكان الوحيد الذي لم يأت إليه هو إسرائيل. لقد تحدث عنا، لكن ليس معنا. وما يثير الغيظ في الكلمات التي ألقاها، هو التزوير، كقوله إننا نستحق دولة بسبب المحرقة النازية، متجاهلاً علاقتنا التاريخية بأرض إسرائيل. وما نتوقعه من أوباما هو أن يأتي إلى إسرائيل، وأن يعلن هنا على رؤوس الأشهاد أن علاقتنا بهذا البلد بدأت قبل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والمحرقة النازية بوقت طويل.