ازدياد المخاوف من تجدد الاشتباكات على الحدود مع غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

·       أثار الهجوم الذي وقع يوم الجمعة الماضي على الحدود المصرية، وأدى إلى مقتل جندي إسرائيلي، المخاوف داخل إسرائيل، ولا سيما أنه الهجوم الثالث من نوعه الذي تشنه تنظيمات إسلامية على الحدود مع مصر خلال ثلاثة أشهر.

·       ومع أن إسرائيل تجنبت الحديث عن ذلك علناً، إلاّ إن الأجهزة الأمنية تدرك المغزى الفعلي للخطوات المصرية الهادفة إلى محاربة التنظيمات الإرهابية، والتي لم تحقق أي نتائج فعلية حتى اليوم. فلا يزال في مقدور عشرات المسلحين من البدو تطويق مراكز الأجهزة الأمنية المصرية في العريش ومهاجمتها، وذلك على الرغم من قيام القوات المصرية بتنفيذ عمليات في سيناء بتغطية واسعة من وسائل الإعلام، إذ يبدو واضحاً أن الوضع لم يتغير بصورة جذرية.

·       لقد استغل الرئيس المصري محمد مرسي مقتل 17 شرطياً مصرياً بالقرب من كرم سالم كي يقوم بحملة تطهير في القيادة العسكرية وجهاز الاستخبارات، لكنه لم يعالج بجدية مشكلة سيناء. فما يهم زعامة الإخوان المسلمين هو السيطرة على القاهرة وعلى المدن المصرية الأخرى، أكثر مما تهمهم السيطرة على المجموعات المسلحة التي تعمل بإمرة القاعدة في شبه جزيرة سيناء. ولم تنفع المفاوضات التي حاول مرسي إجراءها مع المتطرفين في سيناء، فتجددت الهجمات على الجيش المصري بعنف خلال الأسابيع الأخيرة.

·       وتزعم أطراف فلسطينية أن ناشطي الجهاد العالمي في سيناء هددوا مرسي بأنهم سيستخدمون ثلاث وسائل ضده في حال واصل هجماته عليهم، وهي: مهاجمة الأهداف السياحية في البحر الأحمر؛ مهاجمة قناة السويس؛ شن هجمات في المدن المصرية.

·       في المقابل أبقى الجيش الإسرائيلي مفعول إعلان حالة التأهب سارياً على طول الحدود انطلاقاً من الافتراض بأن الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي لن يكون الأخير. إذ تعتبر التنظيمات المتطرفة أن لديها حساباً مع إسرائيل تريد أن تصفيه انتقاماً لاغتيال أحد قادتها البارزين في انفجار غامض استهدفه في سيناء قبل شهر (والذي انكرت إسرائيل أي صلة لها به). ويجب أن نضيف إلى ذلك مشكلة خطرة أخرى هي النشاط المتزايد للفصائل الشديدة التطرف التي تعتبر إسرائيل هدفاً مهماً لها، في الوقت الذي لا تبذل فيه السلطات المصرية جهداً حقيقياً لمنع هذه النشاطات.

·       بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يجري له علاقة بوضع حركة "حماس" في قطاع غزة. فقد قتلت إسرائيل، خلال الأسبوع الماضي، ثلاثة ناشطين فلسطينيين في القطاع هم أعضاء في فصيل إسلامي متشدد، وكانوا، وفقاً للـ "شباك"، يعدون لهجمات ضد إسرائيل من الحدود المصرية، ويبدو أن لديهم أيضاً علاقة بحركة "حماس".

·       ومن الواضح أن "حماس" امتنعت لأسباب براغماتية (وتفادياً للدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل يمكن أن تشكل تهديداً لسيطرتها على القطاع) من المبادرة شخصياً إلى تنفيذ هجمات في غزة، لكنها حافظت على علاقتها بعدد من الفصائل المتطرفة التي تقوم باستخدامها من وقت إلى آخر ضد إسرائيل.

·       وهكذا تجد إسرائيل نفسها في ورطة، إذ إن هامش تحركها في سيناء محصور جداً بسبب خوفها من الدخول في مواجهة مع الجيش المصري، وفي حال وصل إلى سمعها خبر عن الإعداد لهجوم في سيناء انطلاقاً من غزة، فهي تفضل أن تتحرك في غزة قبل انتقال المخططين إلى سيناء. ومع ذلك، فإن وقوع عمليات قتل جديدة في القطاع قد يشعل الجبهة مع "حماس"، على الرغم من رغبة الطرفين في المحافظة على الهدوء النسبي في هذه المرحلة، لكن احتمالات اشتعال المواجهات مجدداً على الحدود مع غزة في وقت قريب تتزايد.