صفقة الأسرى مع حزب الله جرى توقيعها، والقدس تأمل بإتمامها بحلول 18 تموز / يوليو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

وقّعت إسرائيل وحزب الله صفقة تبادل الأسرى التي سيعاد في إطارها الجنديان المختطفان إلداد ريغف وإيهود غولدفاسر إلى إسرائيل. فقد التقى أول أمس، عوفر ديكل، مبعوث رئيس الحكومة إلى المفاوضات بشأن الصفقة، الوسيطَ الألماني المنتدب من الأمم المتحدة، غيرهارد كونراد، في أوروبا، ووقّع اتفاق التبادل. وتأمل إسرائيل بأن يكون من الممكن إتمام الصفقة قبيل نهاية الأسبوع المقبل، في 17 أو 18 تموز / يوليو، إذا لم تطرأ عراقيل مفاجئة.



ولا يزال تنفيذ الصفقة رهناً بموافقة إسرائيل على تسلّم التقرير عن مساعد الطيار الأسير رون أراد، وتأكيدها أن التقرير مفصل بما فيه الكفاية. ولم يصل التقرير النهائي الذي تعهد حزب الله بتقديمه إلى إسرائيل بعد، لكن من المتوقع أن يصل خلال الأيام القليلة المقبلة. وذكر مصدر سياسي رفيع المستوى أمس أن حزب الله سلّم الوسيط الألماني بضع صيغ من التقرير، لكن لم تكن هذه حتى الآن مرضية، ولا يزال كونراد يطلب توضيحات بشأن عدد من المسائل.



واستمرت أمس في مقبرة ضحايا العدو في قاعدة عميدار بالجليل الأعمال التحضيرية لتسليم حزب الله نحو 200 جثمان للبنانيين وفلسطينيين، وذلك في إطار الصفقة.



وأفاد بيان صدر عن ديوان رئيس الحكومة أمس أن توقيع الصفقة هدف إلى تحريك تنفيذها، وجاء في البيان: "إن استمرار تنفيذ الصفقة رهن بتلبية عدد من العناصر الإضافية"، من دون التطرق إلى تفصيلات تلك العناصر. وتبين من المعلومات التي نقلها الوسيط الألماني كونراد إلى إسرائيل أن التقرير الذي سلمه حزب الله لا يتضمن برهاناً أو معلومات جوهرية عن مصير رون أراد.



بناء على ذلك، فإن الجدول الزمني لتنفيذ الصفقة لن يبدأ إلا بعد أن تتسلم إسرائيل التقرير المتعلق بأراد، وتبعاً للقرارات التي ستتخذها الحكومة في هذا الموضوع. وسيُعرض التقرير نفسه، ووجهة نظر الجهات الأمنية بشأنه، خلال جلسة الحكومة التي ستلتئم بعد عودة رئيس الحكومة إيهود أولمرت من باريس، الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين. وكما يبدو، فإن التقرير لن يؤثر في قرار الحكومة الأصلي بشأن إقرار الصفقة. وإذا ما أعطت الحكومة الضوء الأخضر لمواصلة الصفقة، فمن المتوقع أن يتم التبادل خلال فترة تتراوح بين عشرة أيام وأسبوعين، أي في نهاية الأسبوع المقبل أو مطلع الأسبوع الذي يليه. أما المرحلة التالية بعد تسلم التقرير وتبادل الأسرى فستكون التئام جلسة إضافية للحكومة، بعد نحو ثلاثة أسابيع، تُبحث فيها مسألة الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم كبادرة حسن نية تجاه الأمين العام للأمم المتحدة، وسيحدَّد عدد الأسرى وهوياتهم من جانب إسرائيل.



وفي هذه الأثناء، تواجه المفاوضات مع "حماس" بشأن إعادة الجندي المختطف غلعاد شاليط صعوبات جمة. وأمس وصل وفد من الحركة إلى القاهرة بعد تأخير دام عدة أيام، لكن مصر لم تسلم إسرائيل بعد جواباً عن مسألة الإجراءات التي ستحكم المفاوضات من الآن فصاعداً. وقد اقترح المسؤول عن المفاوضات، عوفر ديكل، على مصر أن تكون المفاوضات متواصلة يقوم فيها المصريون بالوساطة بين وفدَي الطرفين في القاهرة.



وبدورها ذكرت صحيفة "معاريف" (7/7/2008) أن إسرائيل تسلمت التقرير الذي أعده حزب الله عن مصير مساعد الطيار الأسير رون أراد، لكنها بعد معاينة الاستنتاجات، قررت إرسال قائمة من الأسئلة والاستيضاحات إلى حزب الله، وذلك، على ما يبدو، بسبب علامات استفهام نشأت لديها فيما يتعلق بماهية التقرير وصدقيته. والآن سيترتب على حزب الله الرد على الأسئلة قبل أن يواصل الطرفان المراحل التالية من الصفقة.



ومن المتوقع أن يصل التقرير المعدل إلى إسرائيل قبيل نهاية الأسبوع المقبل، وسيسلَّم إلى رئيس الحكومة الذي سيبحث في تفصيلاته مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ويبلور معها وجهة نظر بشأنه. ومن ثم سيُعرض التقرير على جلسة الحكومة التي ستجتمع بعد عودة أولمرت من فرنسا. وبناءً على التقديرات، ستقر الحكومة الصفقة حتى لو كان التقرير جزئياً، وبذلك تعطي الضوء الأخضر للمضي قدماً في تنفيذها.