· تبذل جهات مسؤولة في القدس، خلال الآونة الأخيرة، جهوداً كبيرة من أجل تمرير رسائل صارمة إلى طهران. وترغب إسرائيل، بواسطة هذه الرسائل، في أن توضح للإيرانيين أنها تملك قدرة عسكرية لمهاجمة أراضيهم، وأن في إمكان ذراعها الطويلة أن تصل إلى بعد آلاف الكيلومترات.
· إن توقيت هذه الرسائل كلها ليس من قبيل المصادفة. ففي هذه الأيام تجري اتصالات مباشرة، معظمها سري، بين مندوبي إيران والأسرة الدولية، من أجل إيجاد حل للملف النووي الإيراني. وقد عُرضت، في إطار هذه الاتصالات، محفزات بعيدة المدى في المجالات الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية على الإيرانيين [في مقابل تخليهم عن المشروع النووي]. إن الحملة الإسرائيلية تهدف إلى إقناع إيران بقبول رزمة المغريات الغربية المعروضة عليها. وفي حالة رفضها، كما حدث بالنسبة إلى سلسلة اقتراحات سابقة في هذا الشأن، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، سيواجه خياراً مصيرياً: إمّا مهاجمة إيران، وإمّا التسليم بواقع تحوّلها إلى دولة نووية.
· إن مشكلة أولمرت ستكون مضاعفة، لأن أيام جورج بوش، الرئيس الأميركي، أصبحت معدودة في البيت الأبيض، ولأنه يكتوي بنار سياسته الفاشلة في الشرق الأوسط. ومن المعروف أنه سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي أن يقوم بهذه العملية العسكرية بمفرده. ومع ذلك تبقى هذه المشكلة ثانوية، لأن أي ضربة توجه إلى دولة كبرى منتجة للنفط، مثل إيران، تنطوي على خطر يتهدد سوق المال العالمية. وقد حذّر خبراء عالميون، خلال الأيام القليلة الفائتة، من أن سيناريو كهذا سيدمر الاقتصاد العالمي.