· يمكن إجمال الشهادتين اللتين أدلى بهما كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، لدى مثولهما أمس وأول من أمس أمام "لجنة تيركل" [التي تتقصى وقائع الهجوم الإسرائيلي على قافلة السفن التركية التي كانت متجهة إلى غزة في أواخر أيار/ مايو 2010]، بالقول إن أياً منهما لا يتحمل المسؤولية عما حدث.
· لكن المثير في الأمر هو أنه بعد اعتراف رئيس الحكومة، خلال شهادته أول من أمس، بأن المناقشات التي دارت في طاقم الوزراء السبعة، فيما يتعلق بقافلة السفن، تناولت الجوانب الإعلامية ـ الدعائية فقط، فإن وزير الدفاع، خلال شهادته أمس، أكد أن مناقشات هذا الطاقم كانت طويلة ومعمقة، وأن الوزراء الأعضاء فيه طرحوا أسئلة كثيرة.
· وإزاء ذلك، فإن أول سؤال يتبادر إلى ذهننا هو: هل يتحدث نتنياهو وباراك عن الجلسة نفسها؟ وهل هما عضوان في طاقم الوزراء السبعة نفسه؟ بل هل هما يتوليان إدارة الدولة نفسها؟
· يبدو أن ما يجب أن يُطرح من الآن فصاعداً ليس أسئلة متعلقة بعملية اتخاذ القرارات بشأن قافلة السفن، وإنما أسئلة متعلقة بهوية المسؤول الذي قال الحقيقة للجنة التحقيق، وهل هو نتنياهو أم باراك.
· إن ما يتكشف أمامنا من شهادتي نتنياهو وباراك هو أن لدينا رئيس حكومة ما كان في إمكانه أن يتحمل المسؤولية بحجة أنه كان في الخارج، ولدينا وزير دفاع يُعتبر صاحب تجربة كبيرة في الشؤون الأمنية، لكن وظيفته منحصرة في اتخاذ قرارات نظرية لا تمت بصلة إلى التنفيذ العملاني. وفي المقابل، فإن أعضاء طاقم الوزراء السبعة كلهم، وبينهم رئيسان سابقان لهيئة الأركان العامة [إيهود باراك وموشيه يعلون]، تصرفوا مثل هواة لدى مناقشة قضية مهمة مثل قافلة السفن.
ونظراً إلى أن مداولات هذا الطاقم سرية للغاية، فإن الطريق الوحيدة لكشف الحقيقة كامنة في الإطلاع على محضر الجلسة المذكورة، وعندها فقط يكون في إمكاننا أن نعرف الموضوعات التي تمت مناقشتها، وما هو الموضوع المركزي الذي ركز عليه أعضاء هذا الطاقم.