الجيش الإسرائيلي يغيّر مقاربته إزاء الجيش اللبناني ويعتبره "غداراً"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

بعد مرور أسبوع بالضبط على الاشتباك الدامي الذي وقع على الحدود الشمالية، قرر الجيش الإسرائيلي تغيير مقاربته إزاء الجيش اللبناني بشكل ملحوظ. فبعد الحادث مباشرة، وجه رئيس دائرة التخطيط الاستراتيجي في شعبة التخطيط، العميد يوسي هايمان، رسالة إلى رئيس الأركان ورئيس شعبة التخطيط في الجيش اللبناني، وإلى المسؤولين في قوات اليونيفيل، فحواها أن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على أي محاولة للقيام بنشاط هجومي - قوة ستعادل أضعاف ما كان متبعاً حتى الأسبوع الفائت.

وحتى وقوع الحادث، اعتُبر الجنود على الجانب الآخر من الحدود عنصراً يساهم في المحافظة على الهدوء، إلى جانب قوات اليونيفيل. وعلى مدى الأعوام السابقة، كان جنود الجيش الإسرائيلي يعملون بالقرب من الحدود الدولية (الخط الأزرق) على بعد مسافة قصيرة جداً من الجنود اللبنانيين، من دون أن يشعروا بأنهم مهددون.

وعلى الرغم من حالة الحرب السائدة بين البلدين، فإن الجيش الإسرائيلي دأب على إجراء لقاءات منتظمة مع المسؤولين في الجيش اللبناني، عن طريق اليونيفيل، أما الآن فإن المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يتهمون الجيش اللبناني بأنه "غدار"، وقال هؤلاء إن الحادث الأخير الذي أدى إلى تغيير السلوك تجاهه لم يكن إلاّ القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ سبقته سلسلة من الحوادث العدائية.

والآن سيتم السماح للقوات العاملة في محيط السياج الحدودي بالرد بقوة أكبر عندما تدعو الحاجة إلى هذا. ومع ذلك، فإن هذا التغيير في المقاربة تجاه الجيش اللبناني هو أمر موقت، وسيستمر إلى أن يقتنع الجيش الإسرائيلي بأن جنود الجيش اللبناني لا يشكلون خطراً على الجيش الإسرائيلي.

وإلى جانب قيام الجيش الإسرائيلي بمراقبة سلوك الجيش اللبناني بأعين مفتوحة، فإنه يراقب أيضاً علاقة جنوده الذين يبلغ عددهم 70 ألفاً، ويتوزعون على أربعة ألوية، بحزب الله. وتتأهب قيادة المنطقة الشمالية لسيناريو يصبح فيه الجنود اللبنانيون معرضين لتأثير حزب الله، بل حتى يقدمون له المساعدة. وإذا ما تحقق مثل هذا السيناريو، فإن الجيش الإسرائيلي سيحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة عن الأحداث، وسيقوم برد قاسٍ ضد الجيش والبنى التحتية التابعة له.