اجتمع وزير الدفاع إيهود باراك أمس، وللمرة الثانية خلال أسبوع، بالمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل. وبحث الجانبان خلال الاجتماع الذي عقد في لندن، في الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن مسألة المستوطنات، وفي طلب إسرائيل دفع تطبيع العلاقات مع الدول العربية قدماً. ووعد الوزير باراك بإخلاء 23 بؤرة استيطانية غير قانونية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] خلال "بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر".
وقال مسؤولون في الوفد المرافق لوزير الدفاع إن اللقاء كان إيجابياً، وقد سُجل خلاله بعض التقدم، وخصوصاً فيما يتعلق بتوضيح أوضاع البناء في المستوطنات، ونية إسرائيل البدء بحوار مع الفلسطينيين والدول العربية في مقابل خطوات تطبيع للعلاقات.
وقال باراك لميتشل إن إسرائيل تتوقع من الدول العربية القيام بخطوات لبناء الثقة، كما تطلب الحصول على مقابل من الفلسطينيين لقاء الخطوات ومبادرات حسن النية التي ستقوم بها. وتطلب إسرائيل أيضاً من الفلسطينيين، من جملة أمور أخرى، اعتبار الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه بين الطرفين نهاية للنزاع، والاعتراف بإسرائيل وطناً قومياً للشعب اليهودي، وبناء مؤسسات قانونية وفرض سلطة القانون، وتقديم إجابات بشأن مكانة غزة وحركة "حماس".
ولم يتراجع الأميركيون بعدُ عن مطالبتهم بالوقف التام للبناء في المستوطنات، غير أن هذا الموضوع لا يشكل محوراً مركزياً في الخلاف بين الطرفين. وخلال اللقاء، سلّم وزير الدفاع إلى ميتشل معطيات متعلقة بالبناء في المستوطنات، ولا سيما المنازل التي يجري بناؤها حالياً، والتي يقع معظمها في مستوطنتي "موديعين عيليت" و "بيتار عيليت". وأوضح باراك أن مسألة المستوطنات ستُبحث لاحقاً في مفاوضات تفصيلية بين الطرفين، مثلها مثل الشؤون الأمنية وغيرها من الترتيبات. وقال أيضاً إنه لا يجوز "خنق" السكان الذين يقيمون في تلك الأماكن [المستوطنات]، التي ستبقى في يد إسرائيل في الاتفاق النهائي.
وقال مسؤولون في الوفد المرافق لباراك: "في نهاية الأمر، سيتعين علينا إدخال المطالب الإسرائيلية إلى الحوار [مع الولايات المتحدة]، وهذه هي الغاية من المحادثات مع ميتشل". وكان الهدف من هذا اللقاء، الإعداد للاجتماع الذي سيتم بين ميتشل ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وعقب اللقاء قال باراك للمراسلين الإعلاميين: "أعتقد أن هناك تقدماً. ولا يزال أمامنا طريق طويل" ("هآرتس"، 7/7/2009). وقال أنه لا يتوقع صدور إعلان وشيك [عن الطرفين] بشأن بناء المستوطنات الإسرائيلية، لكنه قال إنه متفائل بشأن فرص "تمهيد الطريق لإطلاق عملية سلام كبرى". وأضاف أن الأميركيين، "في الوقت الذي يطلبون من إسرائيل القيام بخطوات وتقديم تنازلات من أجل تمكين جهود السلام الإقليمي من الإقلاع، فإنهم يخاطبون العرب أيضاً ويسألونهم عمّا يمكنهم تقديمه على صعيد بدء التطبيع مع إسرائيل".
وقال باراك إن المحادثات مع ميتشل تناولت جميع جوانب عملية السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسار الفلسطيني، والمساران السوري اللبناني، وأضاف أن الجانبين بحثا في الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان "توضيح الخلافات الطفيفة بيننا فيما يتعلق بكيفية التعامل مع مسألة المستوطنات، لكن في إطار الحاجة إلى دفع عملية السلام الأوسع إلى الأمام".
واتفق باراك وميتشل أيضاً على أن البدء بمحادثات سلام مع السلطة الفلسطينية وسورية ولبنان يشكل أولوية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة. وأكد بيان مشترك صدر عنهما عقب الاجتماع أنه يتعين على الفلسطينيين مواصلة تحسين الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، ودعا الدول العربية إلى العمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأضاف البيان أنه يتوجب على إسرائيل اتخاذ خطوات بشأن بناء المستوطنات، وإزالة القيود المفروضة على السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية.