على ميتشل ألاّ يترك المنطقة قبل الاتفاق على خطة للمفاوضات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       لا شك في أننا لم نقدم المساعدات إلى هاييتي لأن فيها جالية يهودية، وإنما لدوافع إنسانية محضة. ومع ذلك يبدو أن من الأسهل لنا أن نخفّ للقيام بعمليات إنقاذ في الخارج، على أن نفعل المطلوب هنا من أجل دفع السلام قدماً، وبالتالي منع وقوع هجوم فتاك على جبهتنا الداخلية.

·       يجب ألاّ ننتظر حدوث زلزال، وهو الوصف الذي أطلق على حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، كي نتوصل إلى "سلام الشجعان"، وإن الذي ما زال يذكر صواريخ سكود العراقية، والأيام الـ 34 التي أطلقت خلالها الصواريخ وقذائف الكاتيوشا في إبان حرب لبنان الثانية، والأعوام الثمانية التي أطلقت خلالها صواريخ قسام من غزة، يتعين عليه أن يفعل كل ما في وسعه من أجل القضاء على أسباب حرب جديدة من شأنها مسّ جبهتنا الداخلية.

·       إن زيارات [المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط] جورج ميتشل لم تؤد، حتى الآن، إلى أي نتيجة حقيقية. مع ذلك فإن زيارته إلى إسرائيل، هذا الأسبوع، يمكن أن تكون مهمة، وذلك في حال تخليه عن وساطته البطيئة، وقيامه بطرح خطة رئاسية مبلورة وأكثر نجاعة.

·       لقد قدّر ميتشل، خلال مقابلة متلفزة جديدة، أن في الإمكان التوصل إلى اتفاق [بين إسرائيل والفلسطينيين] في غضون عامين، لكن الحقيقة هي أن احتمالات ذلك تبدو بعيدة، بسبب مطلب تجميد الاستيطان، الذي تبنته إدارة الرئيس باراك أوباما، من جهة، ومن جهة أخرى بسبب الشرط الذي وضعه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وفحواه حل مشكلة السلاح النووي في إيران أولاً.

·       وفي الأحوال جميعاً فإن أول عام من ولاية الرئيس أوباما كان عاماً ضائعاً فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق. وربما يكون أحد أسباب ذلك كامناً في تأكل ثقة الإدارة الأميركية بنتنياهو، إذ إن هذا الأخير، كما يقول خبير أميركي بشؤون الشرق الأوسط، لا يزال يمارس التضليل، على الرغم من موافقته على إيجاد حل.

·       في واقع الأمر فإن ميتشل تصرف، حتى الآن، بصورة لطيفة مع نتنياهو، ويبدو أن الأمر ناجم عن ضعف أوباما. ومن غير الواضح لماذا لم يقم أوباما بإجبار [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس على التجاوب مع اقتراح نتنياهو بشأن حل الدولتين، ولماذا لم يقم ميتشل بعرض خطة عملانية للتسوية.

 

·       بناء على ذلك فإن الأمر الأهم الآن هو أن يقوم ميتشل، خلال جولته القريبة، بممارسة الضغط على عباس، ووضع صدقية خطاب نتنياهو في جامعة بار ـ إيلان على المحك. ومن المهم أيضاً ألا يترك ميتشل المنطقة قبل خروج الدخان الأبيض، أي قبل الاتفاق على خطة وجدول زمني للبدء بمفاوضات التسوية. إن هذا الأمر مهم للغاية، كي لا تصل إيران إلى القنبلة النووية، وكي لا نكون مضطرين إلى اللجوء إلى الكمامات الواقية لإنقاذ أنفسنا.