· مرّت أربعة أسابيع على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة وطرح فيه رؤيته لتسوية النزاع الإسرائيلي - العربي، ولم تحدث أي خطوة ملموسة في أعقابه. إن قصارى ما حدث، عقب الخطاب، هو تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية [هيلاري كلينتون]، ولبعض مستشاري الرئيس، أدت إلى إثارة القلق في بعض العواصم، بما فيها القدس، لكنها لم تشمل خطة حقيقية لإحلال السلام.
· إن هذا التصرف يثير الخشية من أن يفوّت الرئيس أوباما الفرصة السانحة في الوقت الحالي من أجل تحقيق السلام. ويتعيّن عليه أن يدرك أن إيجاد حلول للعلاقات العدائية بين إسرائيل والعالم العربي، وللنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، يستلزم معالجة جذرية شاملة وسريعة.
إن ما يحدث في واقع الأمر هو أن الولايات المتحدة تقوم بمماحكات مع إسرائيل والفلسطينيين بشأن كلمات وأرقام (مثلاً، فيما يتعلق بقضية "النمو الطبيعي" في المستوطنات، أو بعدد اللاجئين الفلسطينيين الذين سيطبقون "حق العودة")، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى نشوء آلية تسويف ومماطلة. ومن المعروف أن آلية كهذه في التعاطي مع الحل كانت، على مدار 42 عاماً، سبباً مباشراً في تمييع جميع المبادرات الخاصة بتسوية النزاع.