الولايات المتحدة تعمل على تدجين إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      على الرغم من مرور سبعة أشهر على انتصار باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية سنة 2008، إلا إن الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة لم يتضح بعد، فهل هو كبح المشروع النووي الإيراني أم التسليم به؟ كما أن رؤيتها الشرق الأوسطية لم تتبلور نهائياً، فهل هي تهدف إلى تحقيق سلام جزئي وواقعي أم سلام كامل ووهمي؟ وهل تنوي أن تعزل المتطرفين في الشرق الأوسط أو أن تشجعهم؟

·      كما أننا لا نعرف ما هو موقف الولايات المتحدة من "حماس" وحزب الله وسورية وإيران، وهل ستنسحب من العراق رافعة الرأس أم مهزومة؟ ومع ذلك، فلا شك في أن إدارة أوباما تبنت استراتيجيا الحب القاسي إزاء إسرائيل.

·      إن مصطلح الحب القاسي ينطوي على إيمان بطريركي بأن المربي يعرف مصلحة تلميذه أكثر منه. وقد بدأ، في الآونة الأخيرة، بعض الذين يؤثرون في اتخاذ القرار في الولايات المتحدة، ومعظمهم من اليهود، يتحدثون علناً عن الحاجة إلى تدجين إسرائيل، ووضع حدود لسلوكها، وفرض مصلحتها عليها رغم أنفها.

·      في الوقت نفسه لا بُد من القول إن إسرائيل فعلت كثيراً كي تعزز موقف الذين يؤمنون بالتربية القاسية. فعلى مدار أعوام طويلة ضللت الإدارة الأميركية، وفعلت ما يحلو لها في المستوطنات والحواجز العسكرية والبؤر الاستيطانية غير القانونية.

إن الولايات المتحدة هي قوة عظمى، وإذا كانت راغبة في أن تكسر رقبة إسرائيل فستتمكن من فعل ذلك. لكن يبقى السؤال الذي يتعين على هذه الإدارة الأميركية أن تطرحه على نفسها، هو: هل الدوس على إسرائيل يخدم مصالحها؟ إن الجواب هو لا. ونحن نرى من الآن أن إذلال إسرائيل يضرّ بأميركا، فهو يؤدي إلى عدم استعداد، حتى المعتدلين العرب، للمساهمة في أي شيء من أجل دفع العملية السياسية قدماً. ومن دون مساهمة كهذه لن تتقدم العملية السياسية. لكن الأهم من ذلك هو أنه من دون وجود إسرائيل قوية لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط ولن يصمد. بناء على ذلك، حان الوقت لاستبدال الحب القاسي بحب ناضج وحكيم.