المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية لن تنتهي في مهلة الأشهر التسعة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • بعد عاصفة الاتفاق المرحلي الذي تم توقيعه في جنيف بين مجموعة الدول 5+1 وإيران، يعود وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى منطقة الشرق الأوسط للحديث حول المفاوضات الجارية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
  • وتتزامن عودة كيري مع إعراب الفلسطينيين عن امتعاضهم وخيبة أملهم من المفاوضات من خلال وسائل متعددة، بدءاً بالتهديد بوقف المفاوضات وانتهاء بحثّ الأميركيين على إنقاذها من التدهور.
  •  ومن المتوقع أن يلمس كيري خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن اهتمام هذا الأخير منصب في الوقت الحالي على طهران، ومن المشكوك فيه أن يكون متفرغاً من الناحيتين النفسية والعاطفية كي يشغل نفسه بالمفاوضات مع رام الله.
  • إن الاتجاه الذي ستمضي فيه المفاوضات غير واضح أيضاً. فقد قالت مصادر سياسية رفيعة في شرق أوروبا قبل نحو أسبوعين إنه على الرغم من التصريحات السلبية فإن السلطة الفلسطينية قد تُسلم بالسعي نحو اتفاق مرحلي شرط أن يتم تحديد موعد لإنهاء المفاوضات المتعلقة بالحل النهائي. ويشكل هذا الأمر تطوراً مثيراً للاهتمام، لكن يبقى السؤال المطروح: ما هو مدى تعبيره عن تجديد في موقف السلطة الفلسطينية وعدم كونه مجرّد بالون اختبار لا أكثر؟
  • إذا كان ثمة استعداد كهذا لدى الفلسطينيين فمن شأنه أن يثير اهتماماً كبيراً في القدس على الرغم من أن نتنياهو يعلن أنه متمسك بمبدأ التوصل إلى حل نهائي. لكن في وضع تصل فيه الأمور إلى طريق مسدود يكون البديل مغرياً دائماً.
  • مع ذلك، بات من الواضح منذ الآن أن انصراف الاهتمام الكبير نحو التطورات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني جعل المسؤولين في كل من القدس وواشنطن ورام الله يدركون أن المفاوضات الحالية لن تنتهي في غضون مهلة الأشهر التسعة التي حُدّدت مسبقاً لها، وهناك حاجة إلى تأجيل موعد انتهائها. ويمكن القول إن الفلسطينيين غير معنيين بأن يثقلوا على الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سيخوض حزبه بعد عدة أشهر انتخابات نصفية في مجلسي الشيوخ والنواب، وبالتالي سيفضلون إطالة مدة التفاوض.
  • غير أنه من الواضح كذلك أن الفلسطينيين سيطلبون ثمناً في مقابل أمر كهذا. وإذا ما اشترطوا إطالة مدة التفاوض بوقف أعمال البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أو بالإفراج عن أسرى فلسطينيين آخرين أيديهم ملطخة بالدماء فسيتحوّل القرار الحاسم في هذا الشأن إلى إسرائيل.
  • من الممكن أن يعود الفلسطينيون إلى موضوع إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد برعاية الأمم المتحدة من دون تحديد حدودها. وفي حال اختيارهم هذا المسار بإمكانهم التوصل إلى اتفاق أميركي- فلسطيني لا يمنح إسرائيل أي دور في تحديد مضمونه، لكن عندها سيضطر أوباما إلى أن يطلب من نتنياهو ألا يصرخ محتجاً بصوت عال جداً.