حزب الله غير قادر على الرد على الجهة التي اغتالت اللقيس سواء كانت إسرائيل أم غيرها
تاريخ المقال
المصدر
- لم يكن اسم حسان اللقيس، المسؤول الكبير في حزب الله الذي اغتيل أول من أمس بالقرب من منزله في بيروت، معروفاً خارج صفوف الحزب. فهو ليس من الزعماء السياسيين الذين يظهرون على شاشات التلفزيون، أو من الشخصيات المعروفة داخل لبنان وخارجه.
- لكن مع ذلك، تدل ردة فعل حزب الله على أن اغتيال اللقيس شكل ضربة موجعة وقاسية جداً له. وعلى الرغم من أن الحزب يدفن يومياً العشرات وربما المئات من مقاتليه الذين قتلوا في المعارك في سورية، إلا أن هؤلاء لم يحظوا بالاهتمام الذي حظي به اللقيس في وسائل حزب الله الإعلامية.
- بالنسبة للكثير من اللبنانيين الذين لم يسمعوا من قبل باسم اللقيس، ذكرتهم ردة فعل الحزب بالطريقة التي رد فيها على اغتيال قائده العسكري عماد مغنية قبل خمسة أعوام في شباط/فبراير 2008، في قلب دمشق.
- ويذكر أن اغتيال مغنية في دمشق جاء بعد مرور عام ونصف العام على انتهاء حرب لبنان [حرب تموز/يوليو 2006] التي قاد خلالها مغنية القتال ضد إسرائيل. يومها كان حزب الله في ذروة مجده ويحظى بتقدير الجماهير في شتى أنحاء العالمين العربي والإسلامي. لذا لم يكن مستغرباً والحال هذه أن يوجه حسن نصر الله ورجاله إصبع الاتهام إلى إسرائيل بوصفها المتهمة الأساسية في الاغتيال. لكن مع ذلك، امتنع الحزب حتى اليوم عن الانتقام لدم قائده خوفاً من رد إسرائيل.
- لكن بعد مرور خمسة أعوام على اغتيال مغنية، أصبح حزب الله الذي يدفن اليوم حسان اللقيس تنظيماً مختلفاً. فهو يغرق في مستنقع الوحل في سورية، ويخسر المئات من مقاتليه، و تحول في العالم العربي إلى هدف للهجمات والانتقادات الحادة. وفي داخل لبنان لم يعد الحزب هدفاً للانتقادات فحسب، بل أصبح هدفاً للعبوات الناسفة، وصواريخ الكاتيوشا، وللهجمات الانتحارية التي تسببت بوقوع العديد من القتلى والجرحى بين صفوف أنصاره. ومن يقف وراء الهجمات على حزب الله هي التنظيمات الإسلامية الراديكالية التي تسعى إلى الانتقام لدماء مقاتليها الذين قتلوا على يد مقاتلي حزب الله في سورية.
- على الرغم من هذا كله، اختار مسؤولو الحزب اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال اللقيس. لكن في نهاية الأمر، الحزب غير قادر على أن يفعل شيئاً لا ضد إسرائيل التي لا تزال تردعه، ولا ضد معارضيه في لبنان الذين سارعوا إلى إعلان مسؤوليتهم عن الاغتيال.