الفلسطينيون لم يطبقوا اتفاق أوسلو كي يطالبوا بإلغائه
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       يحتل شهر أيلول/سبتمبر مكانة خاصة سواء بالنسبة إلى إسرائيل أو بالنسبة إلى الفلسطينيين، ففي 13 أيلول/سبتمبر قبل 19 عاماً جرى توقيع اتفاق أوسلو، وها هو رئيس طاقم المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يعلن اليوم أن الزعامة الفلسطينية تدرس إلغاء هذا الاتفاق بسبب إفشال إسرئيل مساعي تحقيق السلام. ويدعي زعماء السلطة الفلسطينية أن السبب الأساسي لفشل الاتفاق هو سبب اقتصادي، فالصعوبات التي يعاني منها الاقتصاد الفلسطيني سببها الوثيقة الاقتصادية التي وُقعت في تلك الفترة في باريس، والتي ربطت الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي في مجالات معينة، ومن هنا الحاجة إلى إلغائها.

·       والتساؤلات التي تطرح هي التالية: لماذا يتعين إلغاء الجزء من الاتفاق الذي يتعلق بهذه المسألة بالذات؟ ألم يُلغَ هذا الاتفاق مرات عدة؟ وهل كان الفلسطينيون ينوون فعلاً تطبيقه؟ 

·       إن الذي وضع اتفاق أوسلو أراد إحداث تغيير مطلق في المنطقة، وذلك من خلال تحقيق اعتراف متبادل بين كل من إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقيام الطرفين بسلسلة خطوات من شأنها أن تضمن مستقبلاً جديداً للشعبين اللذين يتواجدان على رقعة الأرض نفسها، وقد تعهدت يومها منظمة التحرير بزعامة ياسر عرفات بالتخلي عن العنف.

·       في الحقيقة لم تمض عشرة أيام على توقيع اتفاق أوسلو في حديقة البيت الأبيض برعاية الرئيس كلينتون حتى بدأت الهجمات الإرهابية، فقد سُجل حتى نهاية سنة 1993 أكثر من 16 هجوماً إرهابياً قُتل بنتيجتهم عدد من المدنيين الإسرائيليين. وهكذا تبددت كل الآمال بحدوث شيء مختلف، فأخذت تتوالى العمليات الانتحارية التي نفذتها المنظمات الإرهابية الفلسطينية. وفي حين بدأت بتنفيذ هذه العمليات منظمات الرفض، مثل "حماس"، والجبهة الشعبية، والجهاد الإسلامي وغيرهم، إلاّ إنه سرعان ما اتضح أن لمنظمة التحرير دوراً أساسياً فيها. ولا يمكننا أن ننسى الخطاب الذي ألقاه ياسر عرفات باللغة الإنكليزية في مسجد في جنوب إفريقيا، حيث قال إن اتفاق أوسلو هو مجرد مناورة تكتيكية في النضال الكبير من أجل القضاء على دولة إسرائيل، وبعد ذلك جاءت انتفاضة الأقصى المخطط لها. وهكذا يتضح لنا أن اتفاق أوسلو وما بعده تسببا بمقتل الآلاف من الطرفين.

·       لدى قراءتنا "خطة المراحل" لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تعود إلى سنة 1974، والتي تنص على القضاء على إسرائيل خطوة خطوة، ندرك أن الطرف الذي لم يطبق اتفاق أوسلو هو منظمة التحرير الفلسطينية، وهي فعلت ذلك عن قصد وبصورة واضحة. من هنا لا يحتاج الفلسطينيون إلى إلغاء هذا الاتفاق لأنه منذ البداية لم تكن لديهم نية تطبيقه.